استطاعت ميثلون صباغ وفريقها أن يضربوا بـ"جرين جولد" (Green Gold) عصفورين بحجر واحد، بتحويل "جفت" الزيتون إلى ورق وكرتون، في مشروع صديق للبيئة، ويعزز التنمية المستدامة.
ونقل هذا المشروع صباغ إلى العالمية، واستطاعت به المنافسة في المسابقة الإقليمية "هولت برايز" (HultPrize) في فلسطين، لتحصل على المركز الأول، منافسة به 50 فريقًا من الجامعات الفلسطينية.
وتأهل المشروع بعد ذلك للمنافسة عالميًا في بريطانيا، إذ يشارك في المسابقة 47 فريقًا حول العالم، واليوم هو ضمن 7 فرق تأهلت للمسابقة النهائية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
صباغ ابنة بلدة البُقيعة في الجليل شمالي فلسطين، تدرس الطب البشري في جامعة النجاح بنابلس، تشاركها في الفريق لارا الخطيب طالبة هندسة حاسوب، ووليد التيتي، الذي يدرس هندسة الحاسوب أيضا، وهما من نابلس.
تقول صباغ رئيسة الفريق وصاحبة الفكرة: "استوحيت فكرة المشروع من الطبيعة التي أعيشها، وبينما كنت أجمع الزيتون مع أهلي في موسمه، كنت أرى كميات كبيرة من الجفت وهي بقايا الزيتون بعد عصره وكيف تُستخدم في التدفئة وتسبب تلوثًا كبيرًا في الجو".
وتضيف لـ"فلسطين": "الزيتون هو الغذاء الأشهر في فلسطين، عند عصره ثلث الكمية تكون زيتا، والثلثان فضلات صلبة وهي الجفت، فإما أن يُحرق للتدفئة أو يترك في الأراضي فيتسبب بقتل المزروعات".
وتبين صباغ (24 عاما) أن الهدف من "جرين جولد" استخراج المواد الكيميائية "السيليلوز" من الجفت، واستخدامه في صناعة روق وكرتون، لنحوِّل الجفت إلى منتج صديق للبيئة.
وتذكر أن مسابقة "هولت برايز" بمنزلة جائزة نوبل للطلبة، وتقام منذ 10 سنوات بالشراكة مع الأمم المتحدة، وفي كل عام يكون هناك تحدٍّ جديد، والتحدي هذا العام في كيفية تحويل الطعام لوسيلة لتغيير العالم.
وتلفت صباغ إلى أن الفريق استعان بخبراء في الصناعة والكيمياء، لاستقاء الخبرة منهم، خاصة أن الفريق لم تكن لديه معرفة مسبقة في هذا المجال، وتمكنوا من صناعة عينات ورقية صغيرة.
وعن مشاركتها في المسابقة، تقول: "اكتشفت قدرات لم أكن أعرفها في نفسي، استطعت وفريقي إظهار صورة جميلة عن فلسطين وأنها من النهر إلى البحر ليست ضفة وغزة فقط، وفوزنا هو تحفيز لكل الطلبة الفلسطينيين أنهم قادرون على تغيير فلسطين، وبالتالي تغيير العالم".
وتردف ميثلون: "لم أتخيل أن نصل لهذه المرحلة في المسابقة، بذلنا جهدًا كبيرًا، وكلما حققنا فوزًا صرنا متعطشين لتحقيق فوز أكبر فيما بعد. هدف الفريق تطوير فلسطين وخلق بيئة جديدة، وأن نُري العالم أننا نستطيع أن نفعل كل شيء من لا شيء".
وبحسب صباغ فإن "جرين جولد" مهم لكل العالم، فمخلفات الزيتون "الجفت" تقدر بنحو 80 ألف طن سنويا في فلسطين، وفي إسبانيا ثلاثة ملايين طن سنويا، ومليون ونصف المليون طن في إيطاليا.
وتلفت أن شركات إسبانية تواصلت مع الفريق من أجل تطبيق المشروع لديهم، فالدولة الواقعة جنوب غرب أوروبا من أهم مصادر زيت الزيتون في العالم، وتريد تحقيق استفادة من الجفت وتخليص البيئة منه، وتريد الشركة التأسيس لمصنع ينتج ورقًا وكرتونًا يكون صديقًا للبيئة.
ويطمح الفريق إلى إنشاء مصنع لتحويل الجفت إلى ورق، ونقل هذه التكنولوجيا لكل العالم، وإفادة الاقتصاد الفلسطيني ليكون مستقلا عن الاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أن "هولت برايز" هي المؤسسة الأولى حول العالم في مجال التعليم الريادي والتعليم التأثيري التي أسسها في عام 2010 الفلسطيني أحمد الأشقر، وتضم أكثر من 2000 جامعة حول العالم في أكثر من 121 دولة.
وتطرح المسابقة في كل عام تحدياً يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها هيئة الأمم المتحدة لتشجيع الطلبة على تقديم أفكار لمشاريع ريادية تخدم المجتمع وتحقق لهم الربح المادي، ليحصل الفريق الفائز في النهاية على استثمار بقيمة مليون دولار أمريكي رأس مال للمشروع.