مملكة البحرين جزيرة صغيرة المساحة في بحر الخليج العربي، وهي قليلة في عدد سكانها، وتعاني اختلافات مذهبية، فسكانها مقسمون بين أهل السنة، والشيعة الإمامية الإثنى عشرية، ولها مشكلة سياسية مع إيران، إذ طالبت إيران بالسيادة على البحرين، ودفعًا لهذا الضرر تقيم البحرين تحالفًا وثيقًا من المملكة السعودية، وترحب بالمظلة الأميركية.
البحرين دخلت قبل عام أو أكثر حظيرة الاعتراف والتطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني، مثلها في ذلك مثل الإمارات المتحدة، والسودان لاحقًا.
خطوات التطبيع تسير قدمًا بشكل مضطرد، في شكل زيارات متبادلة، وأخيرًا في شكل افتتاح لبيد وزير خارجية دولة الاحتلال لسفارة بلاده في المنامة. الافتتاح مثل قمة العلاقة الثنائية بين الطرفين، دون الالتفات لنقد الفلسطينيين ومطالبهم القومية.
افتتاح السفارة في المملكة الصغيرة لم يحظَ بتأييد شعب البحرين، فقد خرجت مظاهرات شعبية منددة بفتح السفارة، وأعلن المتظاهرون تأييدهم للحقوق الفلسطينية، والمقاومة الفلسطينية.
الشعب شيء والحكومة شيء آخر، وفي النهاية قرار الحكومة هو القابل للتنفيذ، إذ لا تلتفت الحكومات العربية كثيرًا لرأي المعارضة الشعبية.
السؤال الذي يطرح نفسه على كل من يقارب هذ الموضوع بموضوعية: ما المصالح التي تجنيها البحرين من (إسرائيل) بالاعتراف وبالتطبيع؟! وهل البحرين في حاجة ماسة لسفارة إسرائيلية على أرضها؟!
في نظري أن مصالح البحرين مع (إسرائيل) محدودة جدًّا، وتنحصر في مجال اقتصادي محدود، ومجال أمني متواضع، ويمكن للبحرين أن تستغني عنهما بالبدائل المتوفرة مع دول أخرى، وأكاد أجزم أن دولة الاحتلال هي التي تحتاج إلى البحرين لأمور عديدة منها: التواجد الطبيعي بين الدول العربية، ومنها الوجود الأمني المهم في الخليج، وعلى مقربة من إيران ومصادر النفط. هذا وربما تعاني مملكة البحرين غدًا عمليات التجسس واسعة النطاق على أراضيها، كما وسيعاني شعب البحرين نشر الإسرائيليين للفساد والرذيلة وخلاف ذلك مما يتعارض مع الموروث الأخلاقي لشعب البحرين.
إنه إذا كانت مصر وهي من هي لم تسلم من أنشطة التجسس والرذيلة، فالبحرين قد تكون مرتعًا لهذه الأنشطة الفاسدة! وحين يقع الفأس في الرأس يعضون على الأصابع! والكيِّس من اعتبر بغيره، فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها.