وقوفًا منهم عند مسؤولياتهم تجاه قضيتهم الفلسطينية أرادت مجموعة شبان أن يكون نتاج التدريبات المكثفة التي حصلوا عليها، حملة "أرويها صح" للمساهمة في رفع الوعي بالرواية الفلسطينية ومواجهة زيف الرواية الإسرائيلية، وتعزيز الرواية التاريخية لدى أوساط الشباب والمجتمع الفلسطيني.
الشاب سعيد عيسى أحد المبادرين والمشاركين في الحملة، يشير إلى أن هذا التدريب يأتي استكمالًا لمشروع المشاركة المدنية والديمقراطية الذي ينفذه مركز مسارات، ضمن مخرجات برنامج "قادة التغيير" التي تشمل تنفيذ حملات وإطلاق مبادرات، موضحًا أن "أرويها صح" جاءت لتلامس الهم الوطني.
وتقوم الحملة على سبعة أنشطة رئيسة، الأول تصميم مجموعة من اللافتات الإلكترونية تحمل معلومات مغلوطة عن المناطق الفلسطينية (بحيث تكون المعلومات مستفزة للجمهور)، وتنشر المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف خلق أكبر قدر من التفاعل مع المنشورات ورفع الوعي لدى المواطنين بتصحيح تلك المعلومة، وتصميم وطباعة لافتات في مراكز المدن تحاكي حق العودة، تبعًا لعيسى.
وإضافة إلى الجلسات التثقيفية واللعبة الافتراضية، ثمة تحدٍّ "خلي ستك وسيدك يرووها" للحفاظ على ما تبقى من ذاكرة، وكذلك جلسات حوارية وحلقات إذاعية تبث بشكل مشترك في غزة والضفة ولبنان والشتات.
ويبلغ عدد الأعضاء المشاركين في الحملة 22 شابًّا: 12 منهم من قطاع غزة، وسبعة من الضفة الغربية، وثلاثة من المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ويضيف عيسى الذي يقطن في مدينة رفح جنوب قطاع غزة: "شعارنا مواجهة زيف الرواية الصهيونية ودحضها وإعادة الاعتبار للرواية الفلسطينية ورفع الوعي فيها تحت شعار ارويها صح".
ويسعى المشاركون بطاقاتهم الشبابية إلى إيصال رسالتهم "بأننا كفلسطينيين في أماكن وتجمعات مختلفة يجمعنا هم واحد ومصير واحد، وتوحدنا روابط مشتركة".
ويشدد على أن هذا الهدف بحاجة إلى تعزيز التواصل وإنهاء الانقسام وتبني استراتيجية نضالية موحدة لكل التجمعات الفلسطينية على قاعدة محاربة الاحتلال وتحقيق أهداف المشروع الوطني الفلسطيني، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الحزبية الآنية، واستخلاص الدروس والعبر من كل التجارب السابقة.
ويبين عيسى أنهم اختاروا هذا التوقيت لإطلاق المبادرة استشعارًا منهم بالهم الوطني، إذ تعيش القضية الفلسطينية اليوم في مرحلة تعد الأخطر، والاحتلال صراعه صراع وعي ويحاول كي الوعي الفلسطيني. ومن هذا المنطلق قمنا بإعداد ورقة سياسية حول سبل تعزيز الرواية التاريخية وترجمنا ما جاء في الورقة في أنشطة الحملة".
ويلفت إلى أن ما يميز الحملة أنها لا تنتهي بتنفيذ أنشطتها، وسيظل أثرها مستمرًّا ما دام هناك فلسطيني يؤمن بحتمية الانتصار، "وخاب من قال الكبار يموتون والصغار ينسون، ونحن نترجم رفضنا لذلك بتمسكنا وتشبثنا بأرضنا، وما وصلنا إليه كمجموعة شبابية بحاجة إلى تبنيه من الجهات الرسمية حتى يحقق أكبر أثر ممكن".
ومن جهتها توضح الشابة فاتن عصاعصة من مدينة طولكرم، وهي ناشطة شبابية ومنسقة في البرامج التي تتعلق بقضايا الشباب، أن أفراد الفريق اجتمعوا على عمل حملة تتعلق بالرواية الفلسطينية بسبب ضعف مفهومها لدى البعض.
وتقول إن تعزيز الرواية الفلسطينية لا يجوز اقتصاره على مظلة معينة من الشعب وحصره في الضفة الغربية وقطاع غزة، والمدن الفلسطينية المحتلة عام 1948، والشتات.
وإلى جانب تعزيز الرواية الفلسطينية دحضًا للرواية الإسرائيلية السائدة في الأوساط الأوروبية، تريد الحملة، وفقًا لعصاصة أن يصبح هناك إجماع واتفاق حول الرواية الفلسطينية كوسيلة عربية ودولية مهمتها إيصال صوت ومظلومية الفلسطيني خاصة بعد سيطرة الإعلام الإسرائيلي على الإعلام الغربي، وكذلك إعادة التواصل بين أبناء الشعب وتبادل الخبرات بينهم.
وتلفت إلى أن أهمية الحملة وجدواها تكمن بحمل كل فلسطيني رسالة وطنه وتاريخه وكل مكوناته برموز القضية الفلسطينية، وتعزيزها عالميًّا، "ساعين من خلال الحملة لإنشاء جيل حامل للرواية الفلسطينية لنفي مقولة الكبار يموتون والصغار ينسون".