تتداول المواقع الإلكترونية أخبارا عن أن مشروب عصير الرمان يخفض سكر الدم، فما مدى مصداقية هذا؟ وما تأثيرات عصير الرمان على غلوكوز الدم؟
الأخبار المتداولة تتحدث عن دراسة، ولكن هذه الدراسة ليست جديدة، وهي نشرت عام 2020، إلا أن المواقع الإلكترونية تناولتها هذه الأيام.
سنعرض هذه الدراسة، وسنكشف أيضا محددات لها أغفلت عند تداولها.
أجرى الدراسة باحثون منهم جينغ وانغ وسيجيا وانغ من "جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس" (University of California Los Angeles)، ونشرت بمجلة "التطورات الحالية في التغذية" (Current Developments in Nutrition)، وذلك بهدف دراسة "التأثيرات الغلايسمية" (Glycemic Effect) لعصير الرمان.
و"التأثير الغلايسيمي" هو الطريقة التي يؤثر بها طعام أو شراب على مستويات الغلوكوز في الدم.
وشملت الدراسة 21 شخصا، كان منهم 12 أصحاء لديهم إنسولين الصيام منخفض، أي أقل من 995 بيكوغراما/ مليلترا، و9 أشخاص أصحاء لديهم إنسولين الصيام مرتفع، أكثر من 995 بيكوغراما/ ملليترا.
وتم توزيع المشاركين عشوائيا ليتناولوا 8 أونصات (237 مليلترا) من أحد 3 مشروبات، وهي:
الماء.
عصير الرمان.
ماء مضاف له حوالي 18 غراما من الغلوكوز و18 غراما من الفركتوز، وهو نفس كمية السكريات الموجودة في الكمية ذاتها من عصير الرمان.
وتم قياس سكر الدم ("سكر الصوم" (Fasting Glucose) للمشاركين وهم صائمون، ثم تم إعطاؤهم المشروب، وقياس سكر الدم بعد 15، 30، 60، 90، 120، 150 و180 دقيقة.
وكانت النتائج:
لم يحدث تغير في سكر الدم عند المجموعة التي شربت الماء.
المشاركون الذين لديهم إنسولين صيام منخفض وشربوا عصير الرمان، لوحظ انخفاض كبير في نسبة الغلوكوز بعد 15 دقيقة مقارنة بمن تناولوا الماء المخلوط بالفركتوز والغلوكوز. لكن كانت مستويات الإنسولين متشابهة.
المشاركون الذين لديهم إنسولين الصيام مرتفع وشربوا عصير الرمان، كان لديهم نفس مستوى الغلوكوز بعد 15 دقيقة مقارنة بمن تناولوا الماء المخلوط بالفركتوز والغلوكوز، أي أن عصير الرمان لم يؤدِ لتأثر خفض السكر لديهم. بالمقابل لوحظ ارتفاع الإنسولين بشكل ملحوظ بعد 15 و30 دقيقة.
ماذا تعني النتائج؟
النتائج تقول إنه عند مقارنة عصير الرمان بمشروب يحتوي نفس كمية السكر، لوحظ أن سكر الدم يكون أقل عند فئة معينة، وهم الذين لديهم إنسولين الصيام منخفض.
الباحثون قالوا إن المكونات الموجودة في عصير الرمان من المحتمل أن تنظم استقلاب الغلوكوز في الجسم.
عصير الرمان إذن لا يخفض سكر الدم، بل هو فعليا يرفعه أقل مقارنة مع نفس الكمية من الماء المخلوط بالسكر.
وهذا يعني أن عصير الرمان يرفع سكر الدم بشكل أقل لدى فئة معينة مقارنة مع مشروب سكري. والخبر الجيد هو أن عصير الرمان قد يساعد جهودك في التحكم بسكر الدم، إذا شربته عوض مشروب سكري غازي مثلا، لأنه يرفع السكر بشكل أقل. ولكن شريطة أن تكون من المجموعة التي لديها إنسولين صيام منخفض.
إذا كنت مصابا بالسكري، استشر طبيبك أولا، ويمكن بعد ذلك إضافة عصير الرمان لغذائك، مع ضرورة خصم محتواه من السكريات من مأخوذك اليومي من الكربوهيدرات.
فوائد عصير الرمان
عصير الرمان غني بمواد تساعد في تحسين صحتك، مثل:
مضادات الأكسدة، فهو يحتوي على "البوليفينول" (polyphenols)، وهي مضادات أكسدة قوية. ويمكن أن تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في عصير الرمان في إزالة "الجذور الحرة" (free radicals) (جزيئات تسبب تلف في الخلايا وتلعب دورا في الشيخوخة والسرطان) وحماية الخلايا من التلف وتقليل الالتهاب.
ويُعتقد أن مضادات الأكسدة الموجودة في عصير الرمان وتركيزها العالي قد يبطئ تقدم مرض ألزهايمر ويحمي الذاكرة.
فيتامين "سي" (C)، إذ يحتوي عصير ثمرة رمان واحدة على أكثر من 40% من احتياجاتك اليومية من فيتامين "سي".
كما قد يساعد شرب عصير الرمان يوميا في خفض ضغط الدم الانقباضي.
يحتوي عصير الرمان على فيتامين "إي" (E)، وحمض الفوليك والبوتاسيوم وفيتامين "كيه" (K).