"لم يكتفِ الاحتلال بملاحقته واغتياله بل صادر جثمانه ويرفض تسليمه".. هكذا بدأ محمد زهران، الحديث عن جريمة اغتيال شقيقه أحمد.
واغتالت قوة خاصة من جيش الاحتلال المطارد أحمد زهران، في عملية عسكرية طالت أيضًا رفيقين له في قرية بيت عنان شمال غربي القدس المحتلة، فجر أمس.
وحسبما أوضح محمد، فإن أحمد هو شقيقه الثاني الذي يقضي بنيران جيش الاحتلال، إذ كان شقيقهما زهران زهران قد استشهد بنيران الاحتلال في سبتمبر/ أيلول 1998.
واستطاع الاحتلال اغتيال زهران، من خلال حقيبة مفخخة أرسلتها له مخابرات الاحتلال عن طريق أحد العملاء، ويعدّ من قادة كتائب القسام في التسعينات، وشارك في الخلية التي خطفت الجندي نخشون فاكسمان.
ومن قبلهما، فقدت العائلة ابنها محمد موسى زهران خلال العدوان سنة 1967، وهو عم الشهيدين أحمد وزهران، كما استشهد جدهم موسى زهران إبان نكبة 1948.
ويقول شقيق الشهيد أحمد زهران: "إن العائلة كانت تتوقع نبأ استشهاد أحمد في أي وقت، خاصة أن الاحتلال يلاحقه من سنوات".
ويشير إلى أن أحمد (31 عامًا) متزوج وليس لديه أبناءً بسبب عمليات الاعتقال المتكررة، وامتد آخرها لـ 3 سنوات متواصلة إداريًا، وأفرج عنه قبل 7 شهور، أصبح غير قادر على تحمل حياة السجون التي قضى من عمره فيها 6 سنوات على فترات مختلفة.
وكانت أول عملية اعتقال تعرض لها أحمد، عندما كان عمره (21 عامًا)، وفي جميع عمليات الاعتقال لم يوجه الاحتلال له لوائح اتهام، وكان يعتقل إداريًا دون تهمة أو محاكمة، وإنما يجدد اعتقاله.
ليس ذلك فحسب، إذ يقول شقيقه محمد: إن أجهزة أمن السلطة وتحديدًا المخابرات والوقائي، كانا أيضًا يلاحقان الشهيد، وخلال فترة العدوان العسكري على غزة في مايو/ أيار الماضي، حاولت قوة أجهزة أمن السلطة اقتحام منزل عائلة زهران، لاعتقال أحمد لكن أفراد العائلة أفشلوا ذلك، وطردوهم دون أن يتمكنوا من المساس به.
وإثر ذلك أبلغ أحمد عائلته عدة مرات، أنه لن يقبل باعتقاله مجددًا عند أي طرف، والزج به خلف قضبان السجون من جديد.
وتعرف عائلة زهران، بانتمائها لحركة حماس، وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام، ولأبنائها دور بارز في الفعاليات الوطنية ومقاومة الاحتلال ورفض مخططاته، وخاصة أحمد الذي كان يملك شجاعة كبيرة.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات قصيرة للشهيد، تشيد بدوره في مواجهة الاحتلال بعد مطاردته لأسابيع إثر رفضه واثنين من رفاقه تسليم أنفسهم لجيش الاحتلال.
ونعت كتائب القسام الشهيد القائد الميداني أحمد زهران، وكذلك المجاهدين اللذين استشهدا معه؛ زكريا بدوان، ومحمود حميدان، وينحدرون جميعًا من قرية شمال غرب القدس المحتلة.
وأكدت القسام، أن زهران زهران، شقيق الشهيد أحمد، كان أحد أبطال أسر الرقيب في جيش الاحتلال نخشون فاكسمان، في عقد التسعينيات.
وقالت أمنية زهران، والدة الشهيد أحمد، إن نجلها "ارتقى مقبلًا غير مدبر ولم يسلم نفسه لأعدائه الأنذال".
واتهمت والدة الشهيد في مقابلة قصيرة مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، سلطة رام الله بـ"التنسيق مع الاحتلال لقتله".
وبينما وصفت نجلها أحمد بأنه كان "رجلاً وشهمًا يوفي بكلمته، ويمتلك عزة ومهابة، ويكره ظلم الاحتلال"، هنأته "بالشهادة التي نالها ولم يسلم نفسه للأعداء الأنذال المجرمين، الذين يدخلون البيوت بكل همجية، وأهنيه في هذا اليوم السعيد الذي ارتقى فيه شهيدًا".
وأعربت والدة الشهيدين عن فخرها بأبنائها، مضيفة: "هم ليسوا جواسيس أو عملاء، ولم يبيعوا يومًا أرضًا للاحتلال، وهم يسيرون في طريق الحق".
ولفتت إلى أن ضابط مخابرات الاحتلال هددها باغتيال نجلها أحمد في آخر اقتحام للمنزل قبل عدة أيام إذا لم يسلم نفسه، وقال لها: "رح أبعتلك ابنك مقطع تقطيع".
وحينها ردت: "إذا كتب الله عليه الشهادة فليحفظه الله، ويرضى عنه".