فلسطين أون لاين

"الروبوت شعاع" يناور "الخطر" مع رجال الإطفاء والمتفجرات

...
الروبوت شعاع
غزة/ مريم الشوبكي:

منطلقين من الواقع الذي يعيشه قطاع غزة، ابتكر مهندسون روبوتًا يُسهِّل عمل الإطفائيين ورجال هندسة المتفجرات، لاكتشاف مخلفات الحروب العدوانية الإسرائيلية من أجسام مشبوهة وقذائف لم تنفجر.

ويتعامل الروبوت مع الأجسام المشبوهة ويطفئ الحرائق عن بعد، واستطاع مبتكروه صناعته رغم ضعف الإمكانات وعدم توافر قطع الغيار بتجميعها قطعة قطعة على مدار عدة أشهر.

يقول المدير التنفيذي لمؤسسة شعاع للعلوم والتقنيات أحمد مقبل عن الروبوت: "بعد كل عدوان نواجه مشكلة التعامل مع المخلفات والصواريخ التي لم تنفجر، وكم من ضحية سقطت من مهندس المتفجرات والعامة بسبب التعامل المباشر معها، وتداركا لخطر الموت جاءت فكرة صنع هذا الروبوت في محاولة لحل هذه المشكلة".

ويضيف مقبل لـ"فلسطين": "فكرة صناعة الروبوت راودتنا منذ خمس سنوات، وسبق أن صُنعت نماذج روبوتات صغيرة، حتى نضجت الفكرة وطُورت إلى روبوت شعاع".

ويبين أن الروبوت متعدد المهام لأنه يعتمد على المجرفة الأمامية لإزالة العوائق من طريقه، إضافة إلى خرطوم مياه لإطفاء المياه سواء بالحرائق أو بالبودرة المخصصة لأنواع معينة من الحرائق الناتجة عن الكهرباء، ولامتلاكه ذراعًا آليًّا لحمل الأجسام المتفجرة ونقلها من مكان لآخر.

ويوضح مقبل أن الروبوت أنجزه فريق هندسي متخصص بعلم "ميكاترونيكس"، واستغرق العمل عليه مدة ستة أشهر، بتكلفة تتراوح بين 8 إلى 10 آلاف دولار.

ويقول إن النموذج أُنجز على مراحل بسبب ضعف التمويل وقلة الإمكانات.

ويلفت إلى أن الروبوت يعمل ببطارية "ليثيوم-أيون" بقدرة أكثر من 1000 وات، ويستمر بالعمل به مدة ثلاث ساعات متواصلة حسب الاستخدام، موضحًا أن البطاريات قابلة للشحن وقد جُمعت من عدد من الأجهزة الكهربائية، لعدم توافرها في الأسواق.

وتحدث مقبل عن تنفيذ عدة مناورات ناجحة بالروبوت بالتعاون مع الدفاع المدني وغيرهم، وجارٍ العمل مع المؤسسات الرسمية لاستخدامه.

وعن المعوقات التي واجهت الفريق الهندسي الذي عمل على صناعته، يلفت إلى الحصار الإسرائيلي، وعدم توفر الأدوات والمواد اللازمة في صناعته، ومنع إدخال قطع الغيار، إضافة إلى ضعف التمويل، ورغم ذلك كله تمكن الفريق من إتمام هذا الإنجاز النوعي.

ويشير مقبل إلى أن "الروبوت" بحاجة إلى تطوير في مجال العمل عن بعد بعكس ما هو عليه الآن، حيث يصل مدى عمله عن بعد إلى نحو 100 متر.

ووفقًا لصانعي الروبوت فإنه يستطيع الدخول لمناطق خطرة، لا يستطيع رجال الإطفاء أو هندسة المتفجرات الوصول إليها، وتوفيــر أقصــى درجــات الحمايــة للمســتخدم، مــع ضمــان كفــاءة الأداء.

وللمؤسسة القائمة على مشروع الروبوت شعاع العديد من الإنجازات، منها: جهاز التعقيم بالضباب الكحولي لمواجهة أزمة كورونا، والسيارة الكهربائية، وبودرة إطفاء الحرائق، والآلات الزراعية، وكاشف الأجسام أسفل السيارات.

وبحسب ما أفادت به مصادر في وحدة هندسة المتفجرات بالشرطة الفلسطينية، فقد بلغ إجمالي مخلفات عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأخير في مايو/ أيار الماضي، نحو 1200 قنبلة وقذيفة لم تنفجر.

وفقدت فرق هندسة المتفجرات بعد العدوان الأخير اثنين من مهندسيها في أثناء عملهم على تفكيك إحدى الذخائر.

وتشكّل المخلفات الحربية التي يطلقها جيش الاحتلال على قطاع غزة ولا تنفجر مشكلة دائمة، تودي بحياة العديد من أبناء القطاع. وفي عام 2014، وبعد العدوان الإسرائيلي آنذاك على القطاع، أتلفت شرطة هندسة المتفجرات أكثر من ثلاثة أطنان من القذائف الصاروخية الإسرائيلية.

وتمنع سلطات الاحتلال دخول المعدات الخاصة بتحييد المتفجرات من "ستر واقية، وخوذ للرأس، وأجهزة الفحص".