شكَّل قيام مجهولين بفتح النار على منزل النقيب في جهاز الوقائي بمدينة الخليل، ثائر أبو جويعد -أحد المشاركين في اغتيال نزار بنات- تطورًا جديدًا في قضية المعارض السياسي الشهيد نزار بنات، الذي اغتالته قوة من الوقائي بعد اعتقاله من منزل أقاربه في المدينة الواقعة جنوبي الضفة الغربية المحتلة، فجر الخميس، 24 يونيو/ حزيران 2021.
وفي ساعة مبكرة من فجر الخميس الماضي، أطلق مجهولون نيران أسلحتهم عشوائيًّا على منزل أبو جويعد، في قرية المجد بالخليل، في مشهد تكرر مسبقًا مع الشهيد نزار بنات قبل أيام من اغتياله.
وفي تفاصيل عملية إطلاق النيران، ترجل عدد من المسلحين من مركبة وأطلقوا نيرانهم بطريقة عشوائية أدت إلى اختراق الرصاص نوافذ بيت النقيب أبو جويعد، في حدثٍ هو الأول من نوعه يطال منفذي عملية اغتيال بنات.
وفي أول تعليقٍ لها على الحادثة، أرجعت عائلة الشهيد نزار بنات على لسان شقيقه غسان، أسباب إطلاق النيران على أبو جويعد، وبناءً على المعلومات الواردة من عدة مصادر، فإن ضابط الوقائي حاول التكلم والاعتراف وتقديم معلومات حول عملية اغتيال نزار.
لكن غسان بيَّن في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أن أبو جويعد كان وكيل القوة برتبة ملازم، أما قائد فرقة الأمن الوقائي فهو العقيد عزيز الطميزي، أما بقية القوة التي شاركت في اغتياله فهم من الجنود.
وأضاف: إن "ثائر مشارك رئيس في اغتيال نزار، وهو من أعطى الجنود الأوامر لاعتقاله، وقيد يديه بمرابط بلاستيكية قبل أن ينهالوا عليه بالضرب"، مشيرًا إلى وجود شاهدين على ذلك، وهما أبناء عم نزار، محمد وحسين مجدي بنات.
وأكد أن عملية استهداف منزل أبو جويعد، الهدف منها تخويف وترعيب وتهديد واضح لثائر بعدم الحديث بما له علاقة باغتيال نزار، وهي محاولة أخرى لجر عائلة بنات تجاه مربع العشائر عن طريق خلط الأوراق.
وأكمل: "إن من أطلق الرصاص على أبو جويعد هو نفسه من أطلق النيران على منزل نزار وكان سببًا في اغتياله".
وعدَّ غسان أن هذه الأفعال لا يمكن أن تصدر إلا مما وصفهم بـ"خفافيش الليل والعملاء" بهدف ترويع المواطنين.
وشدد غسان على أن عائلة الشهيد بنات ومنذ لحظة اغتياله، لم يخدش أحد منها أي دورية تتبع أجهزة أمن السلطة أو مقدراتها.
وأكد أنه من غير المعقول ترويع عائلة ثائر أبو جويعد وزوجته وأطفاله الصغار الذين لا ذنب لهم في تصرفات ثائر.
وأضاف أن إطلاق النيران على بيوت الآمنين "عمل جبان وخسيس".
وأشار غسان بنات إلى أن عائلته لو أرادت التعرض لأحد من مغتالي نزار، لاستهدفت عماد الرجبي، وأمجد الهشلمون، وشادي القواسمي، وعلاء أبو حلاوة، وجميعهم شاركوا في اغتيال نزار بالخليل، وهم قريبون من بيت العائلة، لكن ثائر أبو جويعد هو الأبعد سكنًا.
وأشار إلى أن الطريق من منزل عائلة بنات إلى منزل أبو جويعد، تحفه المخاطر بسبب المسافة البعيدة، وحواجز جيش الاحتلال والطرق الالتفافية.
واستدرك: "نحن لا نقترب من الأطفال والنساء، كما أن ترويع الآمنين عمل قذر لا ينفذه إلا عملاء"، مشيرًا إلى أن عائلة بنات ذاقت مرارة وألم إطلاق النار على زوجة نزار وأطفاله في منزلهم، "ولا يمكن لنا في عائلة بنات أن ننجر إلى مثل هذه التصرفات، أو أن نظلم الناس".