أكد مدير مستشفى غزة الأوروبي، د. يوسف العقاد، أن منحنى الإصابات بفيروس "كورونا" في قطاع غزة لا يزال في تصاعد مستمر، وأن الضغط على المستشفيات كبير، خاصة بعد ارتفاع عدد الحالات الخطرة التي بحاجة إلى دخول العناية المركزة.
وقال العقاد في تصريح لـ"فلسطين": "إن الإصابات الخطرة بالفيروس الموجودة في المستشفيات في ازدياد من حيث العدد ودرجة خطورته، فقد أصبحت تصيب الصغار والكبار والشباب والشيوخ، إضافة إلى إصابة واضحة وكبيرة في أوساط من لا يوجد لديهم تاريخ مرضيّ سابق".
وأضاف: "نُفاجَأ بإصابات لأشخاص لم يكونوا يعانون أي أمراض سابقة وتستدعي حالتهم الدخول إلى العناية المركزة لخطورة الوضع الذي يمرون به، وهو ما يستدعي مزيدا من الحرص على تدابير الوقاية والسلامة في أوساط المواطنين وأخذ التطعيم الخاص بالفيروس".
وشدد على أن التطعيم المضاد لـ"كورونا" يقلل من أعداد المصابين بالفيروس وأعداد الوفيات، وهو ما يفرض على المواطنين إقبالاً متزايداً من طرفهم لأخذ التطعيم.
وبين العقاد أن المستشفيات لا تزال قادرة على التعامل مع الأعداد التي تصل إليها حتى الآن، وأن قرار إغلاق القطاع يعتمد على المنحنى الوبائي وقدرة المستشفيات على تلقي الحالات، الذي لا يزال أمراً مستبعداً في الفترة الحالية.
وتشتد الموجة الثالثة لفيروس كورونا في القطاع من حيث زيادة متصاعدة في عدد الوفيات والإصابات الجديدة التي تتعدى الألف وخمسمئة إصابة يوميًا، حتى بلغت نسبة الحالات الإيجابية بغزة أكثر من 30% على مستوى العينات المأخوذة بالضفة وغزة والقدس.
من جانبه قال المدير العام للرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة بغزة مجدي ضهير، إن المطلوب في ظل اشتداد الموجة الثالثة لفيروس كورونا في قطاع غزة عاملان اثنان؛ أولهما فرض الالتزام بالإجراءات الوقائية ووضع حد لمعضلة تجاهلها من المواطنين، لكون الرهان على وعي المواطن لم يأتِ بالنتائج المرجوة لمواجهة الموجة.
ورأى ضهير في حديث لوكالة "صفا"، أن العامل الثاني هو زيادة نسبة المطعمين في المجتمع، التي لم تتعدَّ الـ18% من نسبة السكان في غزة، ولم تصل إلا لما نسبته 32% فقط من الفئات المستهدفة.
وأوضح أنه على صعيد وزارة الصحة فإن الوزارة تتبع خطة لديها، وهي التي تحمل عبء هذه الموجة، مشيرًا إلى أنه تم إدخال أسرة جديدة للحالات، إضافة لكوادر جديدة مدربة لمواجهة الفيروس.
ولكن من الناحية المجتمعية كما ذكر ضهير فإن سبب اشتداد الجائحة "أننا ما زلنا بعيدين عن النسبة المطلوبة من حملة التطعيم أو مناعة القطيع بالرغم من أن اللقاحات متوافرة وآمنة.
وتابع ضهير: "يجب على المواطن استيعاب النصائح بالالتزام بكل الإجراءات، وعلى رأسها التباعد وتقليل الحركة وغسل اليدين ولبس الكمامة وعدم الخروج إلا للحاجة الضرورية".
واستطرد حديثه: "وإلا فسوف نذهب إلى الإغلاق الذي لا نريده جميعًا، لكن على الجميع أن يلتزم كل الإجراءات كي لا تفرض عليه، سواء الحركة العامة في الشوارع أو المحلات أو صالات الأفراح أو بيوت العزاء والمدارس والمساجد وغيرها".
كما قال: "المواطنون بكل أسف بحاجة إلى قوة للالتزام بالإجراءات، فلو التزم الجميع بالتباعد وعدم الخروج والتزاحم وغيرها لما ازدادت الإصابات، لذلك فإن من الحلول الذهاب إلى فرض منع الحركة والتجمهر، وهذا ما يعني الإغلاق".