شابات يحملن حلم الأطفال في قلوبهن ويحولنه إلى حقيقة ويرفعن شعار "حيث ينمو الحب في قلوبنا"، فغالبًا لا نصغي إلى أحلامهن التي قد تكون بسيطة في أغلب الأحيان لا سيما إذا كن خلقن قدرا في أُسَر تعاني أوضاعًا معيشية صعبة همها توفير المأكل والمشرب.
في خبايا العقول والقلوب بحثت ضحى معدي، صاحبة مبادرة "حلمك حقيقة" الموجهة للأطفال، تقوم فكرتها على توزيع بطاقات صغيرة على أطفال العائلات المحتاجة، ليكتبوا عليها الاسم والعمر والحُلم الخاص بهم، ومن ثم تعرض على أهل الخير الذين يتبنون بطاقة أو أكثر ليحققوا أحلامهم.
ضحى (26 عاما) من قرية كفر مالك شرق رام الله، درست المحاسبة، تشارك في المجموعات التطوعية منذ أن كانت في المدرسة منذ ثمان سنوات.
يتعاون مع ضحى أختها سجى وصديقتها التي تقوم بتوزيع الأحلام على الأطفال بسيارتها الخاصة، ومصمم جرافيك متطوع.
تقول ضحى لـ"فلسطين: "استلهمت الفكرة من خلال تطوعي مع مجموعة تهتم بتوفير الاحتياجات الأساسية للفقراء والمحتاجين، كُنت عندما أرى حال الأطفال، أشعر بحاجتهم لشيء ما يخصهم، ويدخل الفرح إلى قلوبهم".
وتضيف: "من هنا خرجت فكرة المبادرة لتلامس اهتماماتهم وأحلامهم التي لا يكترث لها أحد في زحمة ومصاعب الحياة ومتطلباتها".
وترى ضحى أن أحلام الأطفال أولوية كما الغذاء والمال والأدوية، تقول: "بناء طفل سوي إنسانيا وعاطفيا في هذا الوقت شيء عظيم ونادر، واجبنا أن نقلل من معاناة الأطفال ونرسم السعادة على وجوههم".
وتتابع: "تحقيق هذه الأحلام بجدية يعطي للأطفال إحساسا بقيمتهم وأهميتهم وأن رغباتهم محط اعتبار عند الآخرين".
وانطلقت المبادرة قبل ثلاث سنوات، وبعد تحقيق أول 20 حُلمًا توقفت، ثم أعيد إحياؤها في عام 2020م حين أطلقت ضحى صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، تشرح الفكرة وتدعو الناس للمشاركة بها ودعمها.
وقد نجحت المبادرة بتحقيق 111 حلمًا منذ انطلاقها حتى الآن في مدينتي رام الله ونابلس، من أصل 150 بطاقة تم توزيعها وستستمر.
ثمان سنوات من التطوع كانت كفيلة بتعليم ضحى الكثير من الدروس، التطوع أصبح إدمانًا بالنسبة إليها، في كل مرة تجدد تجربة التطوع تدمن عليه من جديد، وتشعر بالحزن على كل من لم يجرب شعور العطاء والبذل، لأنها ذاقت وعرفت، وفق قولها.
وتردف: "أهم ما نجنيه من مساعدة بعضنا بعضًا، هو تهوين الأزمات التي نعيشها في وطننا السليب، وفلسطين تستحق منا كل عطاء، فمن يعطِ فلسطين تُخلده أبدا".
وعن أغرب حلم موجع طلبته طفلة من ضحى، تروي: "طفلة في عمر 8 سنوات كتبت بدي بابا يطيب، والدها مريض بالسرطان، حلمها موجع للغاية".
والحلم الآخر كان لطفلة تعاني صعوبات في النطق، حلمها هي نطق الأحرف والجمل نطقًا صحيحًا، وبالفعل حققت ضحى حلمها بتسجيلها في مركز يعالج النطق، وبعد خمسة أشهر تفاجأت بتحسن ملحوظ على سلامة نطقها.
وتطمح ضحى بتعميم المبادرة على كل المناطق المهمشة في فلسطين، وانتقالها للدول العربية أيضا.