الحضور القوي لعملية نفق الحرية خلال الأسبوعين الماضيين، والاهتمام الوطني والدولي بالقضية، وضع قضية الأسرى على سلم الأولوية، وفي مقدمة الأجندة، وتداعيات العملية بانطلاق انتفاضة الأسرى، على صعيد الفعل الشعبي المتواصل، والتحركات المقاومة لإجراءات الاحتلال ضد الأسرى.
جنين اليوم تقدم نموذجًا لمقاومة الاحتلال عسكريًا وشعبيًا، ويغلب الظن أن الأسيرين اللذين حررا أنفسهما؛ مناضل انفيعات وأيهم كممجي قد دخلا لشمال الضفة الغربية، مما يضيف على نوع من الأهمية والخصوصية لمقاومة جنين التي تتصاعد يومًا بعد يوم، ودعت رئيس أركان جيش الاحتلال كوخافي بالتهديد باقتحام جنين لملاحقة البطلين انفيعات وكممجي، وهذا يعني الذهاب إلى مواجهة كبيرة، وإمكانية تفجر الأوضاع في جنين، وتدهورها بدخول المقاومة في غزة على خط المواجهة، وهو ما أعلنه الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة.
معادلة معركة سيف القدس التي فرضتها المقـاومة خلال مايو الماضي ما زالت حاضرة وبقوة لدى الاحتلال وجيشه، وأن الفشل هو عنوان المرحلة، وخضوع الاحتلال لكسر الحصار وإعادة الأوضاع لما كانت عليه قبل 11/5، بل الذهاب أكثر من ذلك، بطرح الاحتلال مقترحات لحل بعض القضايا مجبرًا، لمعالجة آثار المواجهة، وإظهار حالة من الاستسلام على رئيس الأركان وقبله وزير الجيش جينتس ورئيس حكومتهم بينت الذي أعلن صعوبة إخضاع غزة، وربط الملفات مثل ملف الجنود المفقودين بغزة مع ملف الإعمار.
إعلان المقـاومة في غزة مساندة جنين وتهديد الاحتلال بتدخل المقـاومة هو نتاج المعادلة التي فرضتها المقـاومة في مايو الماضي، وهي ذاتها التي فرضت في إدارة التفاوض مع إدارة السجون لدى الاحتلال في التعامل مع الأسرى ووقف كل الإجراءات التي اتخذت في أعقاب عملية نفق الحرية، وقد نجح الأسرى في انتزاع حقوقهم، بل وصف الأسرى حالة الخضوع والخرف لدى إدارة السجون بعد تهديدات المقاومة.
الاحتلال لا يعرف إلا لغة القوة، ولا يمكن أن يخضع إلا بتدفيعه الثمن، لذلك سيكون تحت الضغط المستمر، واستمرار فرض المعادلات التي تضعها المقاومة.