فلسطين أون لاين

يساهم في تطبيق "صفقة القرن" بشطب قضية اللاجئين

خاص المدلل: "اتفاق الإطار" يجعل "أونروا" رهينة المال الأمريكي

...
مسؤول ملف اللاجئين في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل (أرشيف)
غزة/ جمال غيث:

أكد مسؤول ملف اللاجئين في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أن "اتفاق الإطار" الموقع بين واشنطن ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" يجعل الأخيرة رهينة للسياسات والمال والابتزاز الأمريكي.

وعد المدلل في حديث لصحيفة "فلسطين" الاتفاق وسيلةً للابتزاز "الرخيص" من الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن لتنفيذ "صفقة القرن" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وإسقاط حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948، الذي أقرته الشرعية الدولية.

وبين أن عودة التمويل الأمريكي المشروط لـ"أونروا" خطر جدا، إذ إن الإدارة الأمريكية الجديدة تحاول تمرير "صفقة القرن" التصفوية بطريقة ناعمة، وأن الاتفاق يجعل الوكالة الأممية أداة في يد تلك الإدارة وذراعها الأمني لملاحقة الموظفين والمنتفعين من الخدمات التي تقدمها، واصفًا إياه بـ"غير القانوني" لأنه وُقع خارج إطار القوانين الدولية والإنسانية وقوانين الأمم المتحدة.

ذراع أمني

وحذر المدلل من خطورة الاتفاق كونه يجعل من الدول المانحة أداة في يد واشنطن، ويدفعها لأن تسير على نهجها، ويجعل من وكالة الغوث وكيلًا أمنيا لوزارة الخارجية الأمريكية، عدا عن أنه يعمل على تفريغ الروح الوطنية لدى موظفي "أونروا" المنتفعين منها، خشية على أرزاقهم وقوت أبنائهم.

ولفت إلى أن "أونروا" قلصت العديد من خدماتها المقدمة للاجئين، التي لم يكن آخرها توحيد "الكابونة"، وتقليص الإعانات الاجتماعية والإغاثية والطبية والخدمات التعليمية من خلال عدم توظيف مدرسين جدد بدل المتقاعدين، وعدم بناء مدارس، والنقص الكبير في الأدوية بعياداتها.

وحذر من تدحرج الأمور مستقبلًا بناء على "اتفاق الإطار"، ولجوء دول الاتحاد الأوروبي والدول المانحة إلى تقديم المال المشروط لـ"أونروا"، إلى جانب المطالبة بالعمل على إعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني وفق تعريف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي عرف اللاجئين أنهم من هجّر عام 1948 والنازحون الفلسطينيون وعددهم لا يتجاوز 20 إلى 30 ألف لاجئ، وأن صفة اللاجئ لا تورث.

وأردف أن الاتفاق يعطي الضوء الأخضر لـ"أونروا" بفصل الموظفين والمنتفعين منها الذين يدافعون عن حقوقهم الوطنية، سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو المشاركة في الفعاليات الوطنية وغيرها.

ويعد اتفاق الإطار، وفق المدلل، فرصة أمام الإدارة الأمريكية للتدخل في المناهج الدراسية، وشطب الكثير من المناهج، وتزييف التاريخ والجغرافيا، وحذف بعض الدروس الدينية كسورة الإسراء، بما يتماهى مع موقف الاحتلال، محذرًا من العبث في المنهاج الفلسطيني.

اتفاق مشؤوم

وشدد على أن دائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير عليها الدور الأكبر لإسقاط "اتفاق الإطار"، موضحا أن "أونروا" لا تستطيع تأدية عملها إلا من خلال التوافق مع السلطة القائمة.

ودعا السلطة إلى تفعيل دبلوماسيتها أمام الأمم المتحدة والهيئات الدولية من أجل رفض الاتفاق، والالتحام مع الجماهير ومنحهم الحرية في الضفة الغربية المحتلة، لرفض الاتفاق المشؤوم.

وذكر أن لجنة انبثقت عن الفصائل الوطنية، مؤخرًا، تحمل اسم اللجنة الوطنية لمواجهة "اتفاق الإطار"، وضعت خطة إستراتيجية وبرنامجا عمليا لرفض الاتفاق، موضحا أن اللجنة تعمل على مستويات مختلفة كإرسال الكتب للأمين العام للأمم المتحدة ومفوضها العام بصيغة الرفض والاستنكار، وتوعية الجماهير بالمخاطر الناجمة عنه، والوصول للمستوى القانوني الدولي لإدانة الاتفاق نظرًا لعدم قانونيته.

وطالب المدلل الأمين العام للأمم المتحدة برفض الاتفاق وتجنب الوقوع في فخ الابتزاز الأمريكي، والاقتطاع من ميزانياتها العامة المال الكافي لتغطية عجز "أونروا" في حال أوقفت واشنطن دعمها المقدم لها مجددًا، والضغط على الدول المانحة للإيفاء بالتزاماتها المالية.