فلسطين أون لاين

​تحليل: "أونروا" تمنح الاحتلال ذريعة لاستهداف مدارسها

...
غزة - يحيى اليعقوبي

بشكل مفاجئ ومتسرع حسب ما وصفه مراقبون، سلطت ادعاءات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" حول "وجود نفق أسفل إحدى المدارس وسط قطاع غزة" الضوء حول الهدف من هذه الادعاءات في هذا التوقيت، في ظل هجمة شرسة تتعرض لها حماس من قبل الاحتلال الإسرائيلي وبعض الأنظمة العربية، وأسباب تصدير الادعاءات قبل الرجوع للجهات المختصة للتأكد من صحتها.

وكانت حركة حماس استنكرت ما أوردته "أونروا" في بيانها حول وجود النفق، وقالت الحركة إن: "من شأن تلك الادعاءات أن تستغل من قبل الاحتلال الإسرائيلي لتبرير جرائمه وتشجعه على استهداف المدنيين العزل".

وأفاد المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم نقلًا عن فصائل المقاومة بأن سياسة حماس قائمة على أساس احترام مؤسسات "أونروا" والمنشآت الحيوية والمؤسسات العامة وتجنيبها وتحييدها من أي أعمال مقاومة؛ حفاظا عليها ولضمان استمرار تقديم خدماتها لأبناء غزة المحاصرة.

رئيس دائرة شؤون اللاجئين بحركة حماس عصام عدوان عبر عن استغرابه من قيام "أونروا" بنشر تصريحات إعلامية حول وجود نفق أسفل إحدى مدارسها، دون الرجوع للجهات المختصة بغزة للتأكد من صحة معلوماتها، الأمر الذي نفته حركة حماس لاحقا.

وأكد عدوان لصحيفة "فلسطين" على خطورة ادعاءات "أونروا" المتسرعة والتي تعطي الاحتلال فرصة للتضييق على "أونروا" ذاتها، واستهداف مقراتها في أية اعتداءات قادمة.

وأوضح أنه تم استهداف بعض مقرات ومدارس "أونروا" في اعتداءات إسرائيلية سابقة، ولم تتمكن "أونروا" من إدانة الاحتلال عليها أو الحصول منه على تعهدات بعدم تكرارها لاحقاً.

وتساءل عدوان حول المعطيات التي استندت إليها "أونروا" في تحديد وجود نفق، قائلا: "إن انهيار بئر ماء قديم في المكان ليس دليلاً على وجود نفق"، مشدداً على أنه كان الأوْلى بـ"أونروا" تحري الدقة قبل إثارة الشبهات على مقرات "أونروا" ومنح الاحتلال مبررات إضافية لاعتداءاته ضدها.

وبين أن المقاومة تدرك أهمية مقرات "أونروا" للسكان عند الحرب، لذلك تنأى بنفسها عن حفر أنفاق أسفل تلك المدارس لعدم تعريضها للخطر.

وحول استغلال الاحتلال لادعاءات الوكالة، ذكر عدوان أن الاحتلال يريد التشويش على عمل الوكالة، لإقناع المجتمع الدولي بإنهاء عمل الوكالة بذريعة دعم "الإرهاب"، وهو أحد وسائل الضغط على غزة.

وتابع: "أونروا التي تدعي صعوبات تمويل برامجها، تخلق أزمات جديدة لنفسها بهذه الطريقة لأن الاحتلال سيقوم بتوظيفها بالزعم بأنها تمول وتدعم "الإرهاب"، مشيرا إلى أن الاحتلال يشن حملات إعلامية ضد الوكالة مدعيا أنها تقوم بتوظيف أشخاص محسوبين على فصائل المقاومة.

وأكد عدوان أن المقاومة تتمتع بمستوى عالٍ من المسؤولية بحيث لا تعرض شعبها للخطر، مبينا أن ادعاءات "أونروا" تعطي مجالا للاحتلال للمزيد من عمليات التشويش عليها لدى المجتمع الدولي بهدف انهاء عملها في خدمة اللاجئين الفلسطينيين.

الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون يوافق رأي عدوان، ويعتبر أن ادعاءات "أونروا" تعد انتهاكا للأعراف المتعلقة بطبيعة عمل "أونروا" وتأتي ضمن خانة التحريض على غزة.

وقال المدهون لصحيفة "فلسطين": "كان الأولى على أونروا أن تستعلم من جهات الاختصاص في غزة قبل نشر ادعاءاتها عبر وسائل الإعلام، لأن لذلك نتائج خطيرة وتعطي مبررا للاحتلال لقصفها لاحقا، أو شن عدوان إسرائيلي على غزة وتجييش الشارع والرأي العام ضد المقاومة وإعطاء صورة مغايرة عن الواقع".

وأضاف: "من أبجديات المقاومة تحييد أماكن الخدمات مثل المدارس وقت الأزمات والحروب، باعتبار أنها بديلة عن الملاجئ بالدول الأخرى".

وتابع المدهون: "نحن أمام تطور خطير في أداء وسلوك وخطاب الوكالة الذي يحتاج إلى مراجعة"، مشيرا إلى وجود تغيير في سلوك الوكالة بفصل بعض موظفيها ومتابعة حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبين أن هذه الإجراءات تخالف عمل أونروا الحيادي والمتركز على خدمة اللاجئين، لافتا لوجود توسع في عمل الوكالة لصالح حرف مسارها لخدمة الاحتلال سواء بقصد أو بدون قصد.