فلسطين أون لاين

خمسون عامًا على النكسة

بمرور السادس من حزيران تكون النكسة العربية، أو قل الهزيمة العربية التي عرفت لاحقا بمصطلح النكسة قد دخلت عامها الخمسين. قبل عام ١٩٦٧م كانت القاهرة وعمان ودمشق تنادي بتحرير فلسطين، وكنا في ذلك الوقت في سن الشباب نتصور أن الأمة العربية ستحرر فلسطين وتعيد اللاجئين إلى ديارهم. كان هذا هو الشعور الوحيد الموجود في قلوب الفلسطينيين والعرب، وما كنا نتخيل أن حرب ٦٧ ستنتهي بهزيمة سريعة في الجبهات الثلاثة( مصر وسوريا والأردن).

بهزيمة ٦٧ استولت دولة ( إسرائيل) على القدس والضفة وغزة، وسيناء، والجولان، وأحس القادة العرب بمرارة الهزيمة وتداعياتها، بينما شعرت دولة العدو بارتياح كبير لنصر كبير لم يكلفها الكثير من الخسائر. ثم كانت حرب أكتوبر ١٩٧٣م وما أنجزته مصر فيها من نصر نسبي مدخلا لعقد اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين الطرفين، وبذلك خرجت مصر من معادلة ( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة) ثم توالى التراجع العربي الفلسطيني بعد خروج مصر من قيادة الدول العربية المقاومة للاحتلال.
بعد خمسين سنة تحتفل دولة ( إسرائيل) بيوم استيلائها على القدس، وبقية الأرض الفلسطينية، وهي احتفالات تمثل قمة العدوان والإرهاب، بينما تتنازع الدول العربية فيما بينها، وتقيم في الخفاء علاقات تجارية وغير تجارية مع دولة الاحتلال، بحيث باتت ( إسرائيل) تفتخر بأن لها صداقات مع دول عربية لا تسميها بالاسم، وترى أنها تشارك دول الخليج بأن الخطر الحقيقي على المنطقة هو الخطر القادم من إيران، وهكذا نسيت دول عربية ( إسرائيل) وخطرها على مستقبل الأمة العربية، والتفتت إلى خطر محتمل قادم من إيران؟!
كانت النكسة، وما زالت أم المشاكل التي هزت الأمة العربية قاطبة، وفرضت السيطرة الإسرائيلية على القرار السياسي في المنطقة، وبات الفلسطينيون يبحثون عن دولة في الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧، مع استعداد لتنازلات مؤلمة من أجل قيام حل الدولتين، بينما تمد ( إسرائيل) لسانها للفلسطينيين والعرب سخرية منهم. إن من يفشل في الدفاع عن نفسه وعن حقه سيصل إلى هذه النتيجة التي وصلنا إليها, القائلة إسرائيليا لا قدس، ولا دولة، ولا حق تقرير مصير. إن من يتعمق الحالة العربية الراهنة يرى أنه لا أمل للأسف في الخروج من تداعيات النكسة وما نحن فيه من تمزق وتشرذم . والأمل الباقي بعد خمسين سنة من الاحتلال هو العودة إلى الله، ثم الاعتماد الفلسطيني على النفس، والعمل على استنهاض الأمة العربية من كبوتها لا سيما بعد أزمة الخليج.