أكتب وهناك الآن غرفة عمليات مشتركة بين كلاب الأثر في أجهزة عباس الأمنية والشاباك ينسقون لحصار أيقونات فلسطين الذين ما زالوا أحرارا. ولكن ما زال هناك من ختم الله على قلوبهم وعقولهم وضمائرهم ولا يريدون أن يروا واقعة عنيدة واحدة من آلاف الحقائق ومنذ أكثر من ربع قرن.
واحد من الناعقين باسم حركة عباس يقول: إن كل ما يجري الترويج له من أن هناك من كسر القيد، وأن ستة من الأسرى تمكنوا من الإفلات، ليس بأكثر من فيلم صهيوني، وإن هذا مستحيل، وإنه يعرف السجن وتحصيناته، ويطالبنا بالتوقف عن الثرثرة بخيال جامح كهذا!
هؤلاء المهزومون مدفوعو الأجر، لا يتسع صدرهم لغبر الهزائم، ولا يثقون بأنفسهم أو بشعبهم، وأنه في كل يوم يصنع معجزة، وأن هذا الشعب الصامد المرابط يمتلك إرادة فولاذية لا يفهم معها المستحيل .
الإخوة الأعزاء ممثلي "جمعية المدافعين عن أجهزة عار التخابر مع (الأشقاء) في قوات الاحتلال!"، كنت أتمنى أن تتذكروا -إن أسعفكم العقل- حادثة واحدة قام فيها هؤلاء الشياطين بتوفير الأمن المفقود على مدار الساعة أو الأمان في مواجهة الذين يحرقون الزيتون والليمون أو الذين يخلعون أو يجرفون الأرض مع كل ما هو أخضر في وطن نُكِبَ بهؤلاء الجرذان!
اذكروا ولو في موقع واحد، وأعيد للمرة المليون، في موقع واحد، قامت فيه شراذم دايتون بوقف بناء وحدة استيطانية يتيمة واحدة! عودوا أيها الغربان وأدوات الاحتلال ويا بعض الجواسيس العربان لتصاريح مائير داغان وبالحرف الذي قال: "الأجهزة الأمنية
–(الفلسطينية)- تقدم ما وزنه 80% من الجهد لحماية أمن المستوطنين والمستوطنات، ونحن نقدم ما تبقى، في الوقت الذي أؤكد فيه (وهذا كلام داغان) أن الجهد المبذول منهم هو 100%!
أنا أنقل بالحرف وأتحدى أن يثبت واحدكم غير ذلك، بل ستكتشفون أن التصريحات الكثيرة لغير مسؤول من قبل العدو تفضح على نحو صفيق ما يتفصد منه جبين الشيطان عرقا!
اذهبوا واقرؤوا تعليقا طازجا قاله منذ أيام فقط السيد بلينكين وزير خارجية الأفعى الأمريكي، الذي طالب فيه فخامة الرئيس المناضل المزمن الرمز محمود عباس بالوقوف على طوله وعدم الخوف، وأن واشنطن ستكون معه لحقنه بإكسير الحياة، لأن هذا الدعم وحده سيمنع استشراء الفوضى (أي المقاومة) فالمبعوث الأمريكي هادي عمر عند زيارته رام الله قال: إن وضع السلطة الفلسطينية كحال غابة جفت عن آخرها وعود ثقاب واحد كفيل بإشعالها عن بكرة أبيها. وإن غياب عباس وعصابته سيفتح الطريق واسعا أمام الإرهاب، فهل يقصد بلينكين عودة الزرقاوي حيًّا، وكذلك بن لادن إلى رام الله؟ أم أنه يقصد مقاومة الشعب الفلسطيني الذي مرغ أنف العدو في أوحال غزة وجنين والخليل وجبل النار؟
الشعب كله يخرج اليوم يقول لعباس وعلى المكشوف: ارحل ارحل يا عباس! وتتذكرون حين ثرثر عباس يوما وقال: "إذا خرج فلسطيني واحد وقال: "لا أريدك يا عباس سأكون في بيتي قبل أن يصل هو إلى بيته"؟ (طبعاً يا رب يعملها!). ولكنه وبعد لحظة والسبب هنا "الزهايمر" طبعا وليس إدمانا للسلطة او الحرص على إرضاء الأسياد بالتأكيد، ابن رضا يمعن في إيغاله في سوق النخاسة والتنازلات، وهو اليوم يعمل على قدم وساق مع أمن العدو بحثا عن بطلَي نفق الحرية في جلبوع؛ عساه يقدم للرئيس الأمريكي ولبينيت ما يثلج صدورهم. وهو يلهث دون توقف منذ أكثر من ربع قرن في تقديم كل ما يأمرونه به وحتى الغد .
الأمثلة المخجلة تترى، وهي عصية على التعداد لهذا النفر المتخابر والمتواطئ مع العدو الغادر! وأذكر مثلا صادماً واحداً آخر، وهو أن مهندس اتفاق أوسلو حين وقعه عام 1993، كان عدد اليهود الغزاة المستوطنين65 ألفا، بما في ذلك الذين كانوا في غزة قبل أن تدحرهم المقاومة عام 2005، واليوم وبالتفاوض الكارثي "للمهندس" عباس نفسه، يصل الرقم إلى مليون و100 ألف، ولم يزل الاستيطان متسارعا وينمو كالفطر في الضفة الفلسطينية المحتلة، والمهندس (يعطيه العافية) يبذل الجهود على مدار الساعة لاعتقال أو قتل أو تسليم الأعز من أبناء هذا الشعب للعدو.
وهنا كانت خواتيم هذه العملية المعجزة، وقد استطاع هؤلاء الفرسان كسر العمود الفقري لمنظومة استخباراتهم التي قالوا إنها لا تقهر، فأثخنوها جراحا وداسوها وطووا أعلامها وأوقفوها إلى الحائط، حقيقة باتت اليوم واقعا يراه العالم !
وأختم بقصة من فيتنام وفي أثناء مذبحة ماي لاي في جنوب البلاد ارتكبتها القوات الأمريكية الغازية مع قوات الرئيس العميل للاحتلال الأمريكي المحتل الفيتنامي فان ثيو -والشيء بالشيء يذكر- وقد قُبِض على إحدى المناضلات من قوات التحرير لجنوب فيتنام "فيتكونغ" وفي أثناء تنفيذ الحكم بإعدامها شنقا، كان الجنود الفيتناميون لنظام فان ثيو العميل للاحتلال الأمريكي يضحكون في تلك الأثناء ويسخرون من المناضلة العظيمة التي قالت لهم وهي تضع رأسها في عقدة حبل الإعدام: "أيها الأغبياء إني أموت من أجلكم!".
فهل يستيقظ جيش لحد الجديد عندنا في ضفة شهيد يعبد الشيخ عز الدين القسام؟ وهل تستيقظون أنتم من سباتكم يا كتبة السلطان الذين تحولت جيوبهم إلى أوطانهم ولمن يدفع أكثر أو أولئك الذين يعمهون في جهل مقيم؟
وبأم العين شاهدت في زيارة لي هناك تمثالا بهيا مهيبا بجلاله لتلك المناضلة الخالدة الحية دوما في عقول وقلوب شعب فيتنام، رمز ينتصب معانقا السماء وسط الميدان الرئيس لمدينة ماي لاي! أما المتخابر الرئيس فان ثيو فقد هرب ومعه البعض من العملاء الفيتناميين عام 1975 حين تحررت وتوحدت فيتنام وقد ماتوا كالكلاب الموبوءة، أما بقية الأجهزة التي تجوسست للاحتلال والتي بقيت في البلاد ولم تستطع الهرب، فقد أُعدموا كي تكتمل حرية الوطن وينعتق وتتوحد البلاد.
هذا ما نرى اليوم مثيله تماما في أفغانستان حين هرب الرئيس غني ومعه آلاف العملاء، ولن يطول الزمان حتى يأتي الفجر الموعود في فلسطين الحرة المستقلة حين لا يجد عملاء الاحتلال مكانا يلجؤون إليه.