لا يلغي اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي أسرى "نفق الحرية" حجم الزلزال الأمني الذي هزم أركان الكيان العبري ومؤسساته الأمنية والسياسية.
ونجح الأسرى الستة في الخروج عبر نفق أسفل سجن "جلبوع" شديد الحصانة، والتجوال في أرجاء الوطن لأيام عدة.
وأكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ياسر مزهر، أن الأسرى الستة "ضربوا المنظومة الأمنية في مقتل"، وكسروا ما يُسميه الاحتلال "القلعة الحصينة"، أو "صندوق الخزنة".
وأوضح مزهر لصحيفة "فلسطين" أن إعادة اعتقال الاحتلال أربعةً من محرري "نفق الحرية"، لا يلغي حجم الزلزال الأمني الذي "هز منظومة الأمن" الإسرائيلية بكل مكوناتها.
وقال: إن "هؤلاء الأسرى مرغوا أنف الاحتلال في التراب، وجعلوه كالثور الهائج يتخبط يمينًا ويسارًا، ويستنفر قواته للبحث عنهم واستعادتهم إلى السجن، في محاولة منه لحفظ ماء وجهه واستعادة هيبته التي كسرها أبطال النفق".
وعد خروج الأسرى عبر "نفق الحرية" بمنزلة رسالة إلى العالم الخارجي من أجل الوقوف إلى جانب قضية الأسرى ومساندتهم.
وحث مزهر جماهير شعبنا من أجل الوقوف خلف قضية الأسرى، والعمل على تدويل قضيتهم دوليا، والإفراج عن الأسرى الذين أمضوا أكثر من 30 عامًا داخل السجون، داعيا المؤسسات الحقوقية والإنسانية لتحسين ظروف اعتقالهم.
وطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة الاطلاع على ظروف الأسرى المعاد اعتقالهم وحمايتهم من تنكيل وبطش الاحتلال، لاسيما أنهم سيخضعون لتحقيق قاسٍ جدًا.
ضربة مؤلمة
وقال المتحدث باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين منتصر الناعوق: إن عملية "نفق الحرية" شكلت ضربة مؤلمة وموجعة للمنظومة الأمنية والاستخباراتية للاحتلال التي طالما تغنى بها.
وأضاف الناعوق لصحيفة "فلسطين" أن عملية النفق أثبتت حق أبناء شعبنا في انتزاع حريتهم والعيش بكرامة، فالعملية أصبحت أيقونة النضال في تاريخ الحركة الأسيرة، والمقاوم الفلسطيني لا يمكن أن يستسلم أمام جبروت الاحتلال.
وذكر أن نجاح عملية "نفق الحرية" أثبتت أن الإرادة الفلسطينية أقوى من السجان الإسرائيلي.
وعد الهجمة الشرسة على الأسرى في السجون التي بدأت منذ الاثنين الماضي محاولة إسرائيلية لمعاقبة المعتقلين وسحب إنجازاتهم.
ودعا الناعوق كل الفلسطينيين للوقوف إلى جانب الأسرى، وبذل المزيد من الجهود لحمايتهم وفضح الجرائم التي يتعرضون لها في مقدمة لإطلاق سراحهم.