الذهول والصدمة التي أصابت كيان الاحتلال بعد تحرر الأبطال الستة من سجن جلبوع في بيسان المحتلة، كشفت عمق الأزمة التي يعانيها الاحتلال أمام الأحداث، وفشله الأمني والاستخباراتي في متابعتها والتعامل معها.
الحادثة في حد ذاتها عملية معقدة أُديرت بعقلية فلسطينية فذة وشجاعة، وإصرار منقطع النظير في طلب الحرية والسعي لها، باستخدام أدوات بسيطة وبدائية، وفي المقابل صورة مهينة ومذلة للاحتلال أمام العالم تفضح منظومته العسكرية والأمنية، التي بنيت على بناء الغرف المحصنة الفولاذية، والأسوار والتحصينات للحماية.
لم يخرج الاحتلال بعدُ من صدمة قتل الجندي القناص على حدود غزة بطريقة ذكية وشجاعة من أحد الشبان قبل أسابيع، وشاهد الملايين المقطع المصور للشاب وهو يطلق النار على القناص القاتل، بطريقة ذكية، وهي أيضًا كشفت جبن الجندي الإسرائيلي الذي يختبئ خلف الجدران لقتل المدنيين الفلسطينيين.
في المسار ذاته، وخلال معركة سيف القدس كانت الشجاعة الفلسطينية في إدارة المواجهة وتكبيد الاحتلال الخسائر وإفشال مخططاته، كما الحال مع مترو المقاومة، التي أقر فيها الاحتلال قبل أيام صدق رواية المقـاومة حول فشل العملية، وفضحت حكومة الاحتلال التي اضطرت للاعتراف بفشل خطتها العسكرية التي أعدت منذ سنوات.
الهرب الكبير يمثل تحولًا نحو طرح قضية الأسرى ووضعها على الطاولة بقوة، وإسنادهم بكل السبل، وخاصة الأسرى المحررين الستة وحمايتهم من أعين الاحتلال والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، التي تجندت لجمع معلومات عنهم، كما حدث في مرات ماضية.
حماية الستة الأبطال هي واجب وطني تقتضيه المصلحة الوطنية في المساعدة في إفشال الاحتلال في الوصول إليهم، وكذلك إبقاء قضية الأسرى على رأس الأولويات.
عوضًا ممّا تمثله قضية الأسرى ببعدها الأنساني كما حدث مع الأسيرة أنهار الديك التي تنسمت الحرية قبل أيام، ووضعها طفلها علاء بعيدًا عن الزنازين.
انتفاضة الحرية هي مرحلة مهمة للمقاومة الشعبية والمسلحة للتحرك في الضفة الغربية ضد الاحتلال، وتوفير غطاء للشبان الستة للتحرك والإفلات من ملاحقة الاحتلال، وتحويلهم إلى رموز وطنية في مواجهة الاحتلال.