قائمة الموقع

مأساة ثلاثة معاقين وأم تنتظر الفرج

2017-06-10T09:45:54+03:00


بعينيها الواسعتين ووجهها الحزين كانت تُجلس أبناءها الثلاثة على أرجوحة صغيرة، تُحاول أن تعُيد لهم معنى الحياة الذي فقدوه في إعاقتهم التي ولدوا بها، وهي تحاول قدر الإمكان نسيان فاجعتها بابنها الصغير الذي رحل قبل عام نتيجة إصابته بالفشل الكلوي.

تهمس (م.ع) في أذن ابنها الأكبر: "قف مكانك، لا تتحرك، كي لا يخاف الغرباء منك"، وبين نظرة الخوف التي انتابت صغارها من رؤيتنا ووجعها عليهم كانت تجلس صامتةً، تدعو الله في شهر رمضان أن يفرج كربها، ويعوضها عن ابتلائها هذا خيرًا من الدنيا وما فيها.

شلل دماغي

قصة هذه العائلة التي تعيش في مدينة بيت حانون بدأت منذ أكثر من 17 عامًا، عندما أنجبت أول طفل لها وكان مصابًا بالشلل الدماغي، واستمرت المأساة لتنجب طفلها الثاني مصابًا بالمرض نفسه، واستمرت المأساة في أربعة أبناء، حتى استطاعت إجراء الفحوصات كافة، التي أخبرتها بتشابه الجينات بينها وبين زوجها، وأنها لا تستطيع إنجاب أطفال سليمين.

بعد إنجاب 4 أطفال مصابين بالشلل الدماغي عاشت (م.ع) مأساة لا يمكن لأحد أن يتصورها، خاصة أنها متزوجة من رجل سبعيني، لا يعمل ولا يستطيع الإنفاق على أربعة أبناء مرضى يحتاجون إلى علاج دائم.

تقول الأم التي كانت ترتدي جلبابًا أسود وحجابًا رماديًّا طويلًا: "منذ 17 عامًا نحن نعيش المأساة نفسها، لا أحد يسأل عن صغاري أو يرعاهم، وضعي يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، ولا أعرف ما مصيرهم".

"عندما يمرض أحد أبنائي، أو يصاب بالزكام أو الأنفلونزا، وأذهب به إلى الطبيب يرفض استقباله، ويقول: (هذا الطفل سيموت لماذا يأتي ليتعالج؟!)" تسرد موقفًا مرّت به.

وضع مأسوي

وتابعت: "حتى العلاج اللازم لهم لا أستطيع توفيره؛ فهم يحتاجون لعلاج خاص بالمعدة، وهو غير متوافر في العيادات الحكومية، أعيش فقط على ما أحصل عليه من مساعدة الشئون الاجتماعية كل ثلاثة أشهر، ولكن لا تكفي لسوى ثمن الحفاظات التي أشتريها لهم".

وتكمل (م.ع) قولها وهي تحاول تهدئة ابنها الكبير: "أبنائي يعانون من اضطرابات شديدة، لا أستطيع وضعهم في الغرفة نفسها، قبل عام فقدت واحدًا منهم كان يعاني من فشل كلوي وأصيب بحروق من الدرجة الثانية في جسده، ويا للأسف!، رفض الأطباء وضعه في المستشفى أو علاجه بسبب وضعه".

وتقول: "لا أدري إلى متى سيعيش أبنائي هذه المأساة، منذ كانوا في سن عام يخبرني الأطباء أنها أشهر معدودة وسيموت صغاري، واليوم ابني الكبير سنه 17 عامًا، ومن يراه لا يضع فيه سوى 5 أعوام فقط، وأخوه كذلك".

مأساة يومية تعيش فيها هذه الزوجة، فجلست وحيدة تراعهم في منزلها الصغير.

كفالة شهرية

وتتابع الأم حديثها وقلبها ينفطر ألمًا على حال صغارها: "أبنائي يستهلكون كميات كبيرة من الطعام بسبب وضعهم، ومساعدة الشئون الاجتماعية لا تكفي لشيء، يا للأسف!، لا أستطيع أن أشتري بها جميع لوازم المنزل، لم تبق جمعية إلا وسجلت بها ليحصلوا على مساعدة منها، ولكن _يا للأسف!_ لم أجد من يقف إلى جانبنا".

لا يزال وضع هذه العائلة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، في ظل عدم وجود دخل ثابت تستطيع الأم به توفير احتياجات أبنائها، ولا منقذ لها بعد الله سوى مساعدة الشئون الاجتماعية، فهي أيضًا تعاني من ضعف في شبكية العين، وأجريت لها عملية جراحية فيها، ولكن فشلت، ولا تستطيع الآن الذهاب إلى الطبيب لإكمال علاجها، بسبب وضعها المادي السيئ.

كل ما تريده هذه الأم أن تجد من يساعدها بكفالة شهرية تستطيع بها توفير احتياجات أبنائها الأربعة، فهل تجد في شهر الخير من يمد يده لمساعدة أبنائها أم ستعيش 17 عامًا أخرى في المعاناة نفسها؟!

اخبار ذات صلة