فلسطين أون لاين

تقرير العلم الفلسطيني في مواجهة مخططات (إسرائيل) لتغير هوية القدس

...
القدس المحتلة- غزة/ أدهم الشريف:

في مشهدٍ لم يرق لجنود الاحتلال ومستوطنيه، لجأت مجموعات ومبادرات شبابية إلى تنفيذ حملات لرفع العلم الفلسطيني في أحياء وبلدات القدس المحتلة خاصة التي تشهد انتهاكات لها تداعيات خطيرة على مستقبل عاصمة فلسطين الأبدية.

وكلما تكرر المشهد في مدينة القدس زادت معه ملاحقات الاحتلال للمشاركين في مثل هذا النوع من المبادرات الهادف إلى تثبيت الهوية الفلسطينية مقابل ما يجري من عمليات تهويد إسرائيلية.

ويشارك صالح دياب، من سكان حي الشيخ جراح، المهدد بإجلاء سكانه الفلسطينيين على الدوام كل يوم جمعة في فعاليات وطنية تشمل رفع العلم الفلسطيني، منذ تسعينيات القرن الماضي.

وقال دياب لـ "فلسطين"، إن فعالياتنا تصاعدت مع إعلان رئيس الإدارة الأمريكية السابق دونالد ترامب القدس عاصمة للاحتلال كما يدعي، وعلى إثر ذلك لاحقونا جنود الاحتلال في العديد من المرات.

وأكد أن مبادرة رفع الأعلام يعاقب أصحابها بشدة من سلطات الاحتلال وقواته، إما بالضرب أو الاعتقال، ومصادرة الأعلام، ويصل الأمر أحيانًا للإبعاد.

وأكد أن جنود الاحتلال اعتدوا على امرأة فلسطينية داخل القدس، لارتدائها ملابس مرسوم عليها العلم الفلسطيني، ومزقوها بالكامل.

وقال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن مدينة القدس تشهد الكثير من المبادرات والحملات الوطنية التي تؤدي إلى استفزاز الاحتلال الإسرائيلي ضمن محاربته للأنشطة الوطنية الفلسطينية من خلال ما يسمى "السيادة" على القدس.

وأضاف أبو دياب لـ"فلسطين": إن "الاحتلال يحارب أي نشاط فلسطيني وطني يرمز إلى انتمائنا الفلسطيني الوطني تزامنًا ومحاولات المس بالمسجد الأقصى، لذلك الاحتلال يحارب الظاهرة وكردة فعل ضد الاحتلال وانتهاكاته فإن مجموعات فلسطينية حاولت إغاظة الاحتلال، وألا ينسى الشعب الفلسطيني سواء كان رموز دينية ووطنية".

وتابع: "جاءت المبادرة لإغاظة الاحتلال خاصة أنه سير مسيرة الأعلام في ذكرى احتفاله بما يسمى توحيد القدس، والفعاليات التي نفذها المقدسيون جاءت لتناقض الاحتلال الذي يريد أن يفرغ القدس من كل شيء لصالح المشاريع الصهيونية".

وأكمل: "الاحتلال يلاحق المقدسيين في كل شيء حتى لو كانت مسيرات ووقفات سلمية أو رفع رموز سلمية، ولجأ قبل أيام إلى مسح الجدران من كل ما كتبه شبان من شعارات وصور رسمت، حتى لو كانت شجرة زيتون أو صورة تحاكي التراث الفلسطيني".

ونبَّه إلى أن سلطات الاحتلال تتصدى لمبادرة رفع العلم الفلسطيني بهدف طمسها، لكنه أكد في نفس الوقت أنه "كلما زاد بطش الاحتلال، ازداد شباب القدس تمسكًا وثباتًا وتحملاً للنتائج التي تشمل غرامات مالية باهظة، ومخالفات وعمليات اعتقال وسجن وإبعاد".

وتتزامن ملاحقة الاحتلال لمبادرة رفع العلم مع دعوات متكررة من مستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك في الأيام المقبلة، بمناسبة بما يسمى الأعياد اليهودية، والتي يتخللها أداء "طقوس تلمودية" في ساحات المسجد المبارك.

ومقابل ذلك دعا خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إلى شد الرحال والربــاط في المسجد الأقصى، للتصدي لاقتحامات المستوطنين، في وقت دعت حركة حماس الشعب الفلسطيني للنفير للمسجد الأقصى، والتصدي لدعوات المستوطنين باقتحامه خلال ما يسمى الأعياد اليهودية.