يشكل شهر رمضان المبارك رونقا رمضانيا مميزا في باحات وأروقة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية، الذي تتضاعف فيه أعداد المصلين في كلّ أوقات الصلاة.
ويطمح العديد من الناشطين باستدامة الوجود الفلسطيني في المسجد الإبراهيمي، لإسناده في ظلّ حصاره بالحواجز العسكرية من جانب سلطات الاحتلال ومحاولات الاحتلال القاضية بعزله، وتحويله إلى كنيس للمستوطنين.
يقول المواطن عبد أبو سنينة في حديثه لـ"فلسطين"، إنّه يرتاد المسجد الإبراهيمي معظم الأيّام، ويحافظ على أداء الصلوات داخل أروقته وباحاته، رغم اضطراره للمرور على العديد من الحواجز العسكرية والإجراءات التنكيلية التي يفرضها جيش الاحتلال على الحياة الفلسطينية.
ويتابع: لا داعي لهذه الإجراءات العسكرية والتعديات والانتهاكات التي ينفذها جيش الاحتلال من النّاحية الأمنية، لكنّ سلطات الاحتلال تحاول تنفيذها في المكان، لتشكيل ضغط على السّكان ومحاولة ترهيب وترويع، لإجبارهم على الرّحيل عن المنطقة، وهجرانها وتركها فريسة سائغة لأطماع التّهويد.
ويلفت أبو سنينة إلى أن النّاس مقتنعون بهذه الفرضية، ويحاولون خلال شهر رمضان حشد أنفسهم، ومقاومة إجراءات الاحتلال في المكان، وتحدّي الحواجز العسكرية من خلال الحضور الدّائم في المنطقة.
من جانبه، يشير المواطن لؤي أسعد من إحدى قرى محافظة الخليل إلى أنّه يحاول الوصول إلى المسجد الإبراهيمي خلال شهر رمضان المبارك، موضحا بأنّ السبب يتعلق بكثرة مرتادي المسجد الإبراهيمي خلال شهر رمضان، ما يكون عاملا مخفّفا لإجراءات الاحتلال وعمليات الاحتجاز التي تجري للشبّان الفلسطينيين.
ويرى أنّ أجواء المسجد الإبراهيمي في شهر رمضان في غاية الرّوعة، من ناحية العبادات والبرامج المتنوعة، التي يجري تنظيمها رغم إجراءات الاحتلال العديدة، ومحاولات الاعتراض الجارية من جانب أوساط المستوطنين وسلطات الاحتلال.
من جانبه، يكشف مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة، في حديثه لـ"فلسطين"، عن تسيير وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حافلات يومية من عدد من القرى والبلدات بمحافظة الخليل إلى المسجد، لأداء صلوات التراويح.
ويشير إلى أنّ واجب الرباط والوجود في المسجد الإبراهيمي، لا يتوقف عند أبناء مدينة الخليل أو محافظة الخليل فحسب، بل يجب أن يمتدّ ليشمل كامل محافظات الضّفة الغربية، مع إقرار الجميع وإلمامهم بما يجري من انتهاكات حقيقية وأطماع تمسّ المسجد الإبراهيمي.
ويرصد أبو سنينة ارتفاعًا في أعداد المصلين القادمين لأداء الصلوات بالمسجد الإبراهيمي خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، موضحًا بأنّ أعداد المصلين بلغت نحو ألف مصلّ لصلاة الظهر، ونحو ألفي مصلّ خلال صلاة العصر، ناهيك عن أعداد يصفها بالجيدة في صلاة التراويح.
ويرى أنّ الفرصة سانحة أمام استدامة الحراك في المسجد، بالنظر إلى المستوطنين الذين يقتطعون الشقّ الأكبر من هذا المسجد، ويحولونه إلى كنيس، ويحاولون على الدّوام السيطرة على ما تبقى من أروقة داخلية وخارجية وتحويلها لصالح نشاط الاستيطان والمستوطنين.
ويطالب أبو سنينة بمزيد من الأنشطة والجهود من جانب المواطنين ومن جانب مختلف الجهات الرسمية، لصالح تعزيز الوجود في المكان، وعدم اقتصاره على شهر رمضان فحسب، ناقلًا حالة الاستفزاز التي تعتري أوساط المستوطنين، بسبب الوجود الفلسطيني، باعتباره يحمي هذا المسجد، ويواجه تعدّيات الاحتلال ومستوطنيه.