فلسطين أون لاين

عصام الأشقر.. بروفيسور الفيزياء المقاوم

...
أ. د. عصام الأشقر (أرشيف)
نابلس/ فلسطين:

رحل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، بروفيسور الفيزياء في جامعة النجاح الوطنية عصام الأشقر، مساء أمس، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، تاركا خلفه سيرة حافلة بالعطاء والتضحية والدفاع عن القضية الفلسطينية.

والأشقر ولد في 10 يونيو/ حزيران عام 1958 ببلدة صيدا شمالي الضفة الغربية المحتلة، متزوج وله 4 أولاد وبنت، وهو مُحرَّر، اعتقل عدة مرات أمضى فيها نحو 5 سنوات في الاعتقال الإداري، وقد عانى في اعتقاله الأخير عام 2016، تدهورًا في حالته الصحية، بسبب أمراض عديدة أهمها ارتفاع ضغط الدم الحاد، وضيق شريان الكلية اليمنى.

درس الأشقر في مدرستي بلدتي صيدا و"علار"، وأنهى الثانوية العامة من مدرسة عتيل عام 1977، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الفيزياء بتفوق من جامعة اليرموك في الأردن عام 1980، والماجستير في الفيزياء من الجامعة الأردنية عام 1982، والدكتوراه في الفيزياء من جامعة أوهايو بالولايات المتحدة عام 1989.

عمل في جامعة النجاح الوطنية بعد حصوله على الماجستير، ودرَّس عاما كاملا في جامعة أوهايو الأمريكية، ثم عاد للتدريس مجددا في جامعة النجاح عام 1990.

حصل على درجة الأستاذية في الفيزياء (بروفيسور) عام 2005، وكان رئيسًا لقسم الفيزياء في الجامعة ما بين عامي 2000– 2002.

تمكن خلال مسيرته الأكاديمية من نشر 136 بحثا علميا محكمًا في مجلات علمية عالمية في الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وصدر له عدد من الكتب منها كتاب "دعاء المسلم" باللغة الإنجليزية عام 1989، وكتابان حول منهاج تعليم الفيزياء للمستويين الأول والثاني لطلبة الفيزياء بجامعة النجاح عام 1995، وكتاب الفيزياء الرياضية المخصص لطلبة مستوى الماجستير في الجامعات الفلسطينية.

تأثر الأشقر وتبنى الفكر الإسلامي في سنوات شبابه المبكر، ونشط دعويا واجتماعيا خلال دراسته الدكتوراه، لينضم للحركة الإسلامية، ومع انطلاق حركة المقاومة الإسلامية حماس انطوى تحت صفوفها، وكان أحد أبرز مثقفيها وقادتها.

اعتقله الاحتلال أول مرة عام 1998، وخضع للتحقيق، ثم أفرج عنه بعد شهر، واعتقل مرة أخرى عام 2006 في إثر فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية ليقضي في الاعتقال الإداري عامين، ثم اعتقل مجددا عام 2009 إداريا وقضى مدة عام ونصف، وفي أثناء ذلك أصيب باختناق في إحدى الزنازين الضيقة كاد يفقد حياته فيها، وتبين أنه يعاني ارتفاعًا في ضغط الدم.

كما اعتقل إداريا عام 2016 وقضى عامًا ونصفًا أغلبها في مستشفى سجن الرملة، إذ أصيب بجلطة فَقد في إثرها الإحساس بيده ورجله اليمنى، ورفض الخضوع لأي عمليات جراحية نتيجة استمرار اعتقاله.

كما اعتقل الأشقر لدى أجهزة أمن السلطة لأيام، واستُدعيت زوجته للتحقيق، وكان وضعه الصحي عاملًا رئيسًا في إطلاق سراحه. وقد منعه الاحتلال السفر منذ عام 1996 حتى وفاته، ما أثّر في مسيرته العلمية.