في كل مرة يتوجه الصحفي نسيم معلا من سكان بلدة بيتا التابعة لمحافظة نابلس، في شمال الضفة الغربية المحتلة، لتغطية انتهاكات الاحتلال بحق المشاركين في المسيرات المناوئة للاستيطان في جبل صبيح، يتخذ على الدوام إجراءات السلامة المهنية اللازمة.
ويحرص معلا البالغ (26 عامًا)، ويعمل مع شبكة قدس الإخبارية ووسائل إعلامية محلية أخرى، على ذلك خاصة خلال فعاليات الإرباك الليلي.
إلا أنه رغم ذلك لم يسلم من رصاص جنود الاحتلال.
وقال لصحيفة "فلسطين": إن جنود جيش الاحتلال أصابوه بالرصاص مرتين، الأولى في الساق اليسرى، والثانية في مفصل الركبة بالساق اليمين وتسببت الرصاصة بتهتكات في المفصل.
أما الإصابة الثالثة، كانت في منطقة الخاصرة اليسرى إثر سقوطه أثناء محاولته الفرار من ملاحقة جنود الاحتلال لجميع المشاركين في المسيرات.
ويشارك معلا في تغطية الأحداث الميدانية منذ بدء محاولات المستوطنين السيطرة على قمة جبل صبيح ببلدة بيتا، لإنشاء بؤرة استيطانية.
وكانت الفعاليات بدأت هناك على شكل مسيرات سلمية اندلعت خلالها العديد من المواجهات، ما أدى إلى استشهاد 7 مواطنين، وإصابة المئات، ثم تطورت الفعاليات لتشمل الإرباك الليلي، واحد من أشكال المقاومة الشعبية التي بدأت بغزة وانتقلت للضفة الغربية وتحديدًا بلدة بيتا.
وهذا ما يؤكده محمد دويكات من سكان بيتا، ويشغل عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، وهو أحد المشاركين الدائمين في فعاليات المقاومة الشعبية.
وقال دويكات لصحيفة "فلسطين": إن فعاليات المقاومة الشعبية انطلقت في بلدة بيتا ضد إقامة بؤرة استيطانية أعلى جبل صبيح، وهي موحدة في الميدان بمشاركة جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي.
وأشار إلى أن تنظيم الفعاليات سيكون دوريًا ويوميًا، وقد بدأت مع بدء محاولات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال السيطرة على جبل صبيح، هي مستمرة بزخم جماهيري واسع.
وأشار إلى تشكيل وحدات الكوشوك، وهي تعمل في جمع الإطارات المطاطية وإحراقها قرب البؤرة الاستيطانية كوسيلة ضغط على المستوطنين لإجبارهم على الرحيل من المنطقة، إضافة إلى فرقة الليزر والكشافات، المسؤولة عن تسليط أشعة الليزر على الجنود والمناطق التي يتواجد فيها جيش الاحتلال قرب جبل صبيح.
كذلك، شكّل المسؤولون عن هذه المسيرات فرقة المشاعل، ويشارك فيها مئات الشبان يوميًّا أثناء الليل، ويتوجهون بالمشاعل إلى جبل صبيح.
وبيَّن أن وحدة أخرى تمَّ تشكيلها وأطلق عليها "وحدة الخوازيق"، وتتألف من مجموعة من الشبان مسؤولين عن وضع أسلاك معدنية حادة في الشوارع أثناء مرور جرافات الاحتلال وآلياته، مبينًا أنها نجحت في إعطاء أكثر من جيب عسكري في المنطقة.
وقال: "إن أبناء بلدة بيتا نجحوا في ابتداع أشكال للمقاومة الشعبية، وهناك جزء من تمَّ اقتباسه من فعاليات الإرباك الليلي بغزة، عادًّا أن "الزخم الجماهيري المنخرط في هذه الفعاليات يدلل على حجم المشاركة الواسعة التي تؤكد أن لا خيار أمامنا إلا المقاومة بأشكالها ضد الاحتلال وقطعان المستوطنين".
وأضاف: "الزخم الجماهيري الواسع المنخرط في هذه الفعاليات يؤكد أن كل أبناء بيتا موحدين في الميدان رغم الخسائر والقمع الوحشي الذي يتعرضون".
وأشار إلى استشهاد 7 مواطنين بسبب قمع الاحتلال للمسيرات، وإصابة أكثر من 3 آلاف آخرين بجروح مختلفة، إما بالغاز وإما بالعيارات المطاطية والرصاص الحي، منهم 170 جريحًا لا يتحركون إلا بعكازات بعد إصابتهم بجروح بالغة في مفاصل الساقين.
وعدَّ ذلك دليل على أن جيش الاحتلال يستخدم كل أساليب القمع الوحشي من أجل وقف هذه المقاومة، ولكن لغاية الآن لم يفلح في وقف المقاومة الشعبية واستمر أبناء بيتا في الفعاليات المناوئة لسياساته العنصرية.
واستدرك أن المقاومة الشعبية تستخدم كل يوم أشكال متعددة في التصدي للاحتلال والمستوطنين ومقارعتهم، وهذا يدلل على أن خيار شعبنا هو الخيار الرئيسي والحاسم.