لم يمضِ على لقاء رئيس السلطة محمود عباس بوزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس في مدينة رام الله، سوى أيام، حتى أُعلن صباح أمس، إعدام جيش الاحتلال عاملًا فلسطينيًا خلال عودته من العمل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.
ليس ذلك فحسب، بل إن قوات الاحتلال هدمت منزليْن وبئر مياه في بلدة دوما جنوب شرق نابلس شمالي الضفة الغربية، ضمن مسلسل الهدم والتشريد المستمر في الضفة الغربية المحتلة.
وتأتي هذه الانتهاكات لتبدد جميع التكهنات التي تحدثت عنها الصحافة العبرية حول إمكانية لجوء (إسرائيل) لتحسين الأوضاع الاقتصادية وعدم القيام بأعمال استفزازية تؤدي إلى تفجر الشارع في الضفة والقدس المحتلتيْن، واللتين ما زالتا تشهدان انتهاكات مستمرة من عمليات قتل واعتقالات وهدم وتشريد.
وفيما يتعلق بحدث استشهاد المواطن، أفاد محمد طليب رئيس مجلس قروي بيت عور الفوقا سابقًا، بأن الشهيد يدعى رائد يوسف راشد (39 عامًا) وهو من قرية بيت عور التحتا، غرب مدينة رام الله.
وبيَّن طليب في تصريح لـ"فلسطين"، أن الشهيد كان يعمل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة واستهدفه جيش الاحتلال خلال عودته من عمله الساعة 11 ليلاً.
ونبَّه إلى أن جنود جيش الاحتلال أطلقوا الرصاص صوب راشد -متزوج ولديه أبناء- دون أن يشكل أي خطر عليهم من مسافة قريبة، وتركوه ينزف أكثر من ساعة ونصف حتى استشهد.
وقال: إن جنود الاحتلال أعدموا الشهيد بدمٍ بارد، لافتًا إلى أنه وحيد والديه من الذكور وإن غيابه عنهم سيترك آثارًا صعبة على أفراد عائلته.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن راشد يوقف سيارته كل صباح في الجهة الغربية من القرية ثم يتوجه سيرًا على الأقدام، في المنطقة القريبة من الطريق الاستيطاني 443 والمسمى بطريق (اللطرون – القدس).
وبيّنت أن الشهيد، الذي كان يعمل في مجال الزراعة والحدائق، يعود في ساعات المساء أو في وقت متأخر، ويتصل بابنه الأكبر لملاقاته في الجهة الغربية واصطحابه للمنزل.
وتابعت المصادر أن راشد هاتف نجله، وعند حضور الأخير إلى الجهة الغربية لم يحضر الأب؛ فسارع الابن بصحبة أحد أصدقائه للبحث عن والده؛ فوجدوه مقتولًا عند المكعبات التي يضعها الاحتلال.
وقالت المصادر: إن الاحتلال رفض نقل الشهيد إلى المستشفى، رغم مفارقته الحياة وتركه في المكان لأكثر من ساعة ونصف، ولاحقًا سملت سلطات الاحتلال جثمانه للطواقم الطبية الفلسطينية ونُقل لمستشفى رام الله.
وكانت قوات الاحتلال قتلت قبل نحو ثلاث سنوات فتى في ذات المنطقة، بعد إطلاق النار عليه، وادعى الاحتلال أنه كان يرشق الجنود بالحجارة.
وفي تطور جديد، أفاد رئيس مجلس قروي دوما سليمان دوابشة أن قوة من جيش الاحتلال و"الإدارة المدنية الإسرائيلية" ترافقها الجرافات اقتحمت البلدة في الصباح الباكر، وشرعت في عمليات هدم لعدد من المنشآت بحجة عدم الترخيص.
وطالت عمليات الهدم منزليْن، أحدهما قيد الإنشاء، وأشجار مثمرة في حديقة أحد المنزلين، بالإضافة لهدم بئر لجمع المياه.
وعبر دوابشة عن قلق الأهالي من إقدام الاحتلال على هدم المزيد من المنشآت في البلدة، خاصة أن هناك أكثر من 40 منشأة تتهددها إخطارات بالهدم.
ويتزامن كل ذلك مع لقاءات جمعت بين مسؤولين في السلطة وصحفيين وشخصيات حكومية إسرائيلية في مدينة رام الله، ما عدَّه مراقبون "لغمًا سياسيًّا" هدفه تعزيز التنسيق والدفع باتجاه استمرار الانقسام الفلسطيني الممتد منذ 2007.