عقد مجلس العلاقات الدولية بغزة أمس ورشة عمل استشرافية بشأن أثر دول الإقليم والمجتمع الدولي في القضية الفلسطينية في الخمس سنوات المنظورة، وشارك في ورشة العمل عدد من المفكرين والباحثين من داخل فلسطين ومن خارجها، وأذكر منهم الدكتور حسن نافعة من مصر، والأستاذ جواد الحمد من الأردن، والأستاذ خالد السفياني من المغرب، وأسامة حمدان المقيم في لبنان، وأسامة الراشد من أمريكا، ود. العطاونة من إسطنبول، والأستاذ عبد الحميد من النهضة في تونس، وباحث من الكويت، نسيت اسمه، وعدد محترم من الباحثين والكتاب السياسيين من سكان غزة، إضافة إلى الدكتور مصطفى البرغوثي من الضفة الغربية.
كان الحضور جيدا ومتنوعا ومتفاعلا، وكان الموضوع قيد البحث طويلا ومعقدا، ومتشعبا، وقد بذل الباحثون جهدهم في جمع شتاته وتفرقه للخروج بتوصيات يمكن أن تقدم لصاحب القرار الفلسطيني للاستفادة منها، حتى تكتمل مهمة مجلس العلاقات الدولية، الذي أُقدِّم له شكرا على عمله، وعلى نجاح الورشة، إذ طالب بعض المشاركين تكرارها لإحداث التواصل المطلوب وتلاقح الأفكار.
وعلى عجالة أود أن أعقب على محور استشراف الدور الأمريكي القادم على القضية، وقد تعرضت الورشة لزيارة بينيت الأخيرة البيت الأبيض وأثرها على فلسطين. وربما أجمع المشاركون أن لا تغيير كبير في السياسة الأمريكية نحو الحقوق الفلسطينية، وأن سياسة بايدن وإن خالفت سياسة ترامب الشرسة، حيث يذهب بايدن للسياسة الناعمة، فإنها قد تكون الأخطر، وقد تريح عباس اقتصاديا وماليا، ولكنها لا تتقدم خطوة بالحل السياسي، ولا في حل الدولتين، وقد تمضي سنوات حكمه دون تغيير يذكر، لا سيما أن الملف الفلسطيني ليس على أولويات أجندة البيت الأبيض، وأنه الآن ملف في الخارجية الأمريكية، ويخضع لوزارة الخارجية ومبعوثها.
نعم أعادت إدارة بايدن بعض الأموال للسلطة، وطلبت من بينيت تقديم حلول اقتصادية تساعد السلطة على البقاء والصمود، وربما تفتح إدارته قنصلية لها في القدس لخدمة الفلسطينيين، ولكن لا توجد جملة سياسية ذات مغزى في الموقف الأمريكي، لذا كانت تصريحات بينيت عند عودته، تقول لا حلول سياسية، ولن تكون، ولا وقف للاستيطان، وإنما مساعدات اقتصادية، وحلول إنسانية، وعشرات البنايات في منطقة (ج) مقابل تعميق التنسيق الأمني.
خلاصة الأمر في المقاربة الاستشرافية، أنه لا جديد مهم على المستوى السياسي في عهد بايدن إذا لم تنشط المقاومة في الضفة الغربية، دفاعا عما تبقى من أراضيهم المهددة بالاستيطان.