أصدرت سلطات الاحتلال اليوم الثلاثاء قراراً بإبعاد المرابطة الفلسطينية منتهى أمارة من أم الفحم مدة ثلاثة أشهر عن المسجد الأقصى المبارك.
جاء ذلك بعد إبعادها عن الأقصى لمدة أسبوع علماً بأنها ابنة شقيقة الشيخ رائد صلاح.
وسبق أن دعت المرابطة أمارة لأن يبقى المسجد الأقصى عامرا بأهله من المسلمين المرابطين، منعاً لتهويده ولمجابهة الاحتلال ومستوطنيه.
وأضافت في مقطع مصور أن "الأقصى هو جنة الله على الأرض"، وكل من يستطيع زيارته وحمايته ويمتنع فهو محاسب على تقصيره.
وتعرضت المرابطة أمارة للاعتقال عدة مرات من قبل قوات الاحتلال أثناء أدائها الصلاة في الأقصى، وتم إبعادها أكثر من مرة لفترات متفاوتة عن المسجد.
وشكلت المرأة الفلسطينية كتيبة للدفاع عن الأقصى، والرباط فيه، واحياء حلقات العلم وقراءة القرآن واعماره، ومواجهة هجمة الاحتلال والمستوطنين الذين تزداد شراستهم في فرض أطماعهم في الأقصى.
وقد جاءت فكرة مرابطات الأقصى للرد على تصاعد العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك، من مسيرة البيارق التي بدأتها الحركة الإسلامية في الداخل المحتل عام 2000م، ثم تطورت لفكرة "رباط الحمايل" التي أطلقها الشيخ رائد صلاح عام 2007م، وتقوم على توزيع أيام الأسبوع على كل منطقة في القدس كي يرابط أهلها في الأقصى
وفي عام 2009 بدأ مشروع مصاطب العلم الذي كان مقتصرًا فقط على الرجال لتلقي العلم الشرعي.
وحفز نجاح المشروع، المعلمة والمرابطة المقدسية زينة عمرو لتقدم اقتراحًا في شهر يونيو عام 2011 للشيخ رائد صلاح لتأخذ المرأة دورها الطبيعي في الدفاع عن الأقصى عبر "رباط النساء في الأقصى"، لينضممن إلى نحو 1200 مرابط يتواجدون في المسجد ويركزون تواجدهم في مسار اقتحام المستوطنين.
وشكل انتشار حلقات العلم في باحات الأقصى تحديًا كبيرًا للاحتلال الذي رأى فيها خطرًا حقيقيًا على مخطط التهويد وزيادة أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد كمًا ونوعًا.
لكن الدفاع عن المسجد الأقصى لم يمر بدون ثمن، وخاصة على النساء المرابطات اللواتي أصبحن هدفًا للاحتلال بالملاحقة والاعتقال والتضييق، الأمر الذي شكل ضغطًا كبيرًا عليهن وعلى عائلاتهن.
ففي 23 أغسطس عام 2015، أصدرت مخابرات الاحتلال قائمة تضم عشرات النساء المقدسيات منعن من دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه.
واتسعت القائمة لتضم نحو 60 مرابطة حرمن جميعًا من دخول المسجد الأقصى بعد صلاة الظهر بشكل نهائي وهي الفترة المخصصة لاقتحام المستوطنين".
ويخضع الاحتلال المرابطات لظروف اعتقال صعبة تمتهن كرامتهن، ويقوم بمصادرة جواز السفر ورخصة القيادة كما يحكم عليهن بالحبس البيتي والإبعاد عن الأقصى، وخلال الاعتقال يعانين من البعد عن أطفالهن وأهلهن.