فلسطين أون لاين

تقرير المشروع الصهيوني.. خطر تواجهه المقاومة والرفض الشعبي العربي

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

124 عامًا مرت على ما سمي "المؤتمر الصهيوني" الأول الذي عقد في مدينة بازل بسويسرا تمهيدًا لإقامة "دولة يهودية" على أرض فلسطين، لكنَّ المقاومة الفلسطينية والإرادة الشعبية العربية الرافضة للاحتلال الإسرائيلي، تقفان سدًّا منيعًا أمام "المشروع الصهيوني"، وفق مراقبين.

ويرى مختصان بالشأن الإسرائيلي أن "المشروع الصهيوني بدأ ينحسر ولم ينجح في تحقيق مطامعه التوسعية في المنطقة"، مشيرين إلى أن المقاومة الفلسطينية وتنامي الوعي الشعبي العربي والإسلامي وعدم تقبل (إسرائيل) في المنطقة جعلا من المستحيل حصول الاستقرار لهذا الكيان الغريب في المنطقة.

ويقول المختص بالشأن الإسرائيلي عليان الهندي: إن المشروع الصهيوني احتل فلسطين بدعم من رؤية استعمارية بريطانية في المنطقة العربية حافظت عليها فيما بعد الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا.

ويضيف الهندي لصحيفة فلسطين: "ما سمح لهذا المشروع بالنجاح في إقامة دولة الاحتلال هو عدم وجود مشروع عربي في مقابل المشروع الاستعماري الغربي، وهذان العاملان هما سبب استمراره حتى اللحظة".

لكن الأوضاع حاليًا تغيرت بحسب الهندي، فرغم أن (إسرائيل) عقدت اتفاقيات تطبيع مع دول عربية عدة، فإن الشعوب العربية ما زالت تنظر لها "كدولة شاذة" في المنطقة ولم تندفع للتعاون معها.

ويتابع الهندي: "(إسرائيل) تحمي نفسها من خلال القوة العسكرية التي تمتلكها بدعم من الولايات المتحدة وهي سبيلها الوحيد للتصدي للتحديات الخارجية، فهي لا تستطيع الحياة دون هذه القوة لأنها غريبة بين الشعوب العربية".

ويوضح أن أهم نقاط فشل المشروع الصهيوني هو عدم امتلاكه للقوة الأخلاقية (الإرث التاريخي والجغرافي) التي تمكنه من الحياة في المنطقة، وذلك ما حال دون تمكنه من تحقيق حلم ما تسمى "إسرائيل الكبرى" القائم على مطامع الاحتلال بـ"ضم الأردن" لـ(إسرائيل).

ويشير الهندي إلى أن فشل (إسرائيل) في تهجير كل الفلسطينيين من فلسطين التاريخية جعل الصراع الديموغرافي مستعراً ويشكل خطرًا على مستقبل دولة الاحتلال، قائلًا: "برغم القوة الغاشمة التي استعملتها (إسرائيل) فإنها فشلت في جعل فلسطين التاريخية خالصة لليهود".

ويبين أن من عوامل الفشل أيضًا انحسار قدرة (إسرائيل) على جلب يهود العالم إليها حيث تمر الحركة الصهيونية بأزمة كبيرة لهذا السبب، مع حالة عدم استقرار دولة الاحتلال وعدم قدرتها على خلق مجتمع متجانس إذ إن التناقضات البينية فيه كبيرة جدًّا جعله بيئة غير جاذبة لليهود.

"لم تعد أولوية"

ويتفق المختص بالشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة مع سابقه بأن المشروع الصهيوني بدأ ينحسر.

ويضيف أبو زايدة في حديث مع صحيفة فلسطين: "الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد أولويتها الأولى (إسرائيل) خاصة بعد أن خرجت مهزومة من أفغانستان وانسحبت من العراق".

ويشير إلى قوة المقاومة في غزة وقدرتها على تحدي الاحتلال الإسرائيلي، وخلق نموذج مقاوم خاض معارك متعددة لصد العدوان منذ 2008 في غزة ونصرة للقدس، وحقق إنجازات عسكرية كبيرة فيها لم تحققها جيوش عربية كاملة.

ويبين أبو زايدة أن المقاومة جعلت (إسرائيل) تعيش في "بيئة خطرة جدًّا، في حين أن الأنظمة العربية المساندة لـ(إسرائيل) أصبحت أكثر ضعفًا وتخشى من الثورات الشعبية عليها لكون المزاج الشعبي مناهضًا للاحتلال".

ويكمل بأن المحللين الإسرائيليين خاصة بعد معركة "سيف القدس" التي تصدت بها المقاومة للعدوان على غزة في مايو/ أيار أصبح لديهم مخاوف حقيقية حول وجود دولة الاحتلال خاصة أن عقيدة المقاومة تقوم على إزالتها، وقد نجحت المقاومة في إنشاء بنية تحتية متينة لها في غزة، ما جعل مسألة تصفية (إسرائيل) مسألة وقت ليس إلا.