فلسطين أون لاين

"عمر أبو النيل".. طفل استباح دمه قناص إسرائيلي

...
غزة/ أدهم الشريف:

غفت عيون الطفل عمر أبو النيل بعد أسبوع واحد من إصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته في فعالية سلمية شرق مدينة غزة، وشُيِّع جثمانه إلى مثواه الأخير، أمس.

وسط أجواء حزن شديدة هيمنت على أفراد أسرته وعائلته كلها وأصدقائه، ودّع الجميعُ عمر (13 عامًا) من سكان حي التفاح، شرقي مدينة غزة.

وكان عمر أصيب برصاصة أطلقها أحد قناصة الاحتلال المتمركزين داخل ثكنات عسكرية خلف السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

ومطلع الأسبوع الماضي، بدت الأوضاع عادية تمامًا بالنسبة لعائلته عندما أخبر عائلته أنه ذاهب مع أصدقائه للعب كرة القدم.

لم تمضِ سوى ساعات على خروجه، حتى اتصل أحدهم بعمه عيسى أبو النيل، وأخبره أن عمر ابن شقيقه استشهد.

للحظة الأولى شعر عيسى أنه يحمل الدنيا وما فيها على أكتافه، ولم يسعفه أحد أمام هول الصدمة، فظل واجمًا وجلس مكانه دون حركة.

لكن بعد لحظات قليلة، جاءه اتصال آخر، أكد له أن عمر ما زال حيًّا لكنه في حالة خطرة بسبب إصابته في منطقة الرقبة.

هنا هدأت أعصاب عيسى وأفراد العائلة قليلاً، وبدأ الجميع يهلج بالدعاء لعمر أن ينجيه الله مما هو فيه.

وعمر واحد من عشرات المصابين برصاص جنود الاحتلال الذي أطلقوه بكثافة تجاه المتظاهرين السلميين، في 21 أغسطس/آب الجاري، خلال مشاركتهم في فعالية جماهيرية عقدت في مخيم ملكة، شرق غزة، في ذكرى حريق المسجد الأقصى المبارك.

وحسبما قال والده حسن أبو النيل لـ"فلسطين"، فإن رصاصة القناص الإسرائيلي أصابت رقبة الطفل، وتسببت بقطع جميع الأوردة والشرايين التي توصل الدماء إلى الدماغ.

ونتج عن ذلك إصابته بجلطات في منطقة الدماغ وشلل دماغي أيضًا.

ويقول عيسى أبو النيل عم الشهيد لـ"فلسطين": إن أحدًا لم يتوقع أن يحدث لعمر ما حدث له، مستدركًا بأن جيش الاحتلال يستهدف الجميع ولا يفرق بين أحد".

وبعد إصابة عمر برصاص الاحتلال، نقل إلى مجمع الشفاء الطبي، وحينها توقف قلبه عن النبض، لكن بجهود الأطباء عاد النبض وبقي في حالة حرجة جدًا، وجسده مقيد بأجهزة سرير العناية المركزة، وفق عمه، مضيفًا: إننا لم نفقد الأمل بنجاة عمر من الموت، لكنها إرادة الله.

وما يثير استغراب واستنكار عائلة الطفل الشهيد، السبب الذي يدفع جنود الاحتلال لاستهداف الأطفال. وتساءل: ما الذي ارتكبه عمر ليصيبوه في رقبته برصاصة قاتلة؟

وتعهد بألا تتجاهل عائلة الشهيد عمر أبو النيل، ملاحقة قادة وجنود الاحتلال في جميع المحافل القانونية داخل فلسطين وخارجها، على ما يرتكبونه من جرائم بحق المواطنين المدنيين، وخاصة خلال مشاركتهم في المسيرات السلمية.

وللشهيد عمر، شقيق واحد، وشقيقتان، ودّعوه جميعًا بألم وحزن هيمن عليهم، وهم يدركون أنه سيغيب عنهم تاركًا خلفه ذكريات جميلة لن يمحو غيابه رسومها من الذاكرة.