بعد نحو أشهر من الهدوء النسبي الذي ساد طول الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة عام 1948، عادت منذ مساء أمس للاشتعال بأدوات مسيرة العودة وكسر الحصار، في ظل تلكؤ سلطات الاحتلال في رفع الحصار عن قطاع غزة، ولتنصله من دفع استحقاقات معركة "سيف القدس".
وتهدف فعاليات "الإرباك الليلي" لإيصال رسالة الشعب الفلسطيني ومظلوميته للعالم، وللرد على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية، وفق فصائل فلسطينية أكدت أن خيارات الشعب الفلسطيني ومقاومته ستكون مشروعة لحين إنهاء الحصار عن القطاع.
وقالت الوحدات في تصريح لها، إنها بدأت فعالياتها الساعة الثامنة من مساء أمس، على أرض مخيم "ملكة" شرق مدينة غزة، وتأتي الفعاليات في ظل تلكؤ سلطات الاحتلال في رفع الحصار عن قطاع غزة، ورفضًا لسياسات الاحتلال وتغوله.
رسالة للعالم
وأكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، أهمية استمرار الفعاليات الشعبية ضد الاحتلال رفضًا لمواصلة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وعدم إدخال متطلبات الإعمار والتهرب من استحقاقات معركة "سيف القدس".
وأوضح سلمي لصحيفة "فلسطين" أن الهدف من فعاليات الإرباك الليلي هو إيصال رسالة الشعب الفلسطيني ومظلوميته للعالم، وأن الاحتلال لا يزال يمارس فرض الحصار وتضييق الخناق على القطاع.
وذكر أن فعاليات الإرباك الليلي رسالة ميدانية بمواصلة الفعاليات الليلية وفي حال لم يستجب الاحتلال لمطالب شعبنا فإن جميع خيارات المقاومة ستكون مفتوحة لحين إنهاء الحصار.
وبين أن وحدات الإرباك لن تسمح بسياسة المماطلة والتسويف والمراوغة من قبل الاحتلال، وستواصل حتى يلبي الاحتلال التزاماته التي تم التوصل إليها مع الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية في معركة "سيف القدس" وأن يرفع الحصار عن القطاع.
أدوات مشروعة
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وسام زغبر: إن فعاليات الإرباك الليلي هي أدوات يمتلكها الشباب الثائر من أجل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع الحصار عن القطاع وإدخال احتياجاتها.
وأضاف زغبر لصحيفة "فلسطين": إن فعاليات الإرباك ستستمر حتى يستجيب الاحتلال لمطالب القطاع، لافتًا إلى أن الأدوات التي تمتلكها وحدات الإرباك الليلي هي أدوات مشروعة من قبل كل الأعراف والقوانين الدولية كأسلوب نضالي متاح لشعبنا الفلسطيني للمطالبة بحقوقه.
وبين وجود أساليب يبتدعها الشباب الثائر لاسترداد حقوقه والضغط على الاحتلال كي يستجيب لمطالب أهالي القطاع المحاصر منذ أعوام، ولتنصله من استحقاقات معركة "سيف القدس".
تصاعد الفعاليات
من جهته، قال القيادي في حركة المقاومة الشعبية خالد الأزبط: إن تصاعد الفعاليات الشعبية السلمية يأتي بسبب تنصل الاحتلال وتعنته ورفضه لقرار إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأضاف الأزبط لصحيفة "فلسطين": إن الفعاليات الشعبية على الحدود الشرقية للقطاع، في تصاعد مستمر في حال استمر الاحتلال في مماطلته تجاه إنهاء الحصار، وتغوله على القدس والأسرى، والضفة الغربية المحتلة.
ذكر أن تصاعد العمل السلمي بشكل تدريجي على الحدود الشرقية للقطاع، يأتي ضمن القرار الذي أقرته فصائل العمل الوطني والإسلامي للضغط على الاحتلال للالتزام بتفاهمات رفع الحصار عن القطاع، وتطبيق كل ما تم التوافق عليه بعد معركة "سيف القدس".
وأكد أن الفصائل الفلسطينية في حالة انعقاد مستمر وستتخذ مزيدًا من الخطوات التصعيدية والمتدحرجة رفضًا لسياسة الاحتلال وإجراءاته ولدفع استحقاقات معركة "سيف القدس".
و"وحدة الإرباك الليلي" هي مجموعات شبابية، عادت لإشغال قوات جيش الاحتلال المتمركز على الجانب الآخر من السياج الفاصل شرقي القطاع بأدواتها السلمية، وإحدى أدوات النضال التي تطورت مع تصاعد مسيرات العودة.