فلسطين أون لاين

ارتقى شهيدًا بعد شهر من زواجه

تقرير رصاصة إسرائيلية متفجرة تخطف "فرحة" أسامة وعروسه

...
جانب من تشييع الشهيد أسامة ادعيج - تصوير/ رمضان الأغا
غزة/ أدهم الشريف:

عندما كان الشاب أسامة دعيج، المتزوج حديثًا يخرج للمشاركة في مسيرات المقاومة الشعبية شرق مدينة غزة، كان يدرك جيدًا حجم الانتهاكات التي يرتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي ضد المتظاهرين السلميين، ليس ذلك فحسب، بل إنه كان يرى أمام عينيه الشبان والأطفال يسقطون واحدًا تلو الآخر بالرصاص الإسرائيلي.

لكن أسامة البالغ (32 عامًا) كان هذه المرة ضحية الرصاص المتفجر الذي يستخدمه جنود وقناصة الاحتلال المتمركزون داخل ثكنات عسكرية محصنة، خلف السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة سنة 1948.

وفي ساعة مبكرة من صباح أمس، أعلن استشهاد أسامة من سكان مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، متأثرًا بإصابته برصاصة متفجرة مساء السبت الماضي، 21 آب/ أغسطس الحالي، تركت آثارًا خطِرة على وضعه الصحي.

وفي إثر ذلك مكث في المستشفى أربعة أيام حتى أُعلن استشهاده، بعد شهر واحد من احتفاله بزفافه في 25 يوليو/ تموز الماضي، بحسب والدته التي كانت قد ودعت أحد أبنائها غرقًا قبل سنوات في إحدى برك المياه شرق جباليا.

وكانت والدته قد طلبت من زوجته محاولة منعه من الخروج للمشاركة في الفعالية السلمية كما اعتاد منذ سنوات، إذ كان واحدًا من أبرز المشاركين في مسيرات العودة السلمية التي انطلقت في 30 مارس/ آذار 2018، على طول الشريط الفاصل، شرقًا، تأكيدًا لحق العودة ورفضًا لقرارات رئيس الإدارة الأمريكية السابق دونالد ترامب.

وأضافت أنها وزوجته لم تنجحا في إقناعه بعدم الخروج للمسيرة التي شارك فيها آلاف الشبان في مخيم ملكة شرق مدينة غزة، وانطلقوا بعد مهرجان أقيم هناك في ذكرى حرق المسجد الأقصى، باتجاه السياج الفاصل.

ولم يكن بيت الشهيد أسامة يخلو من الزوار والمهنئين بزفافه، وقد عادوا جميعًا من جديد لإلقاء نظرة الوداع وسط أجواء شديدة من الحزن خيمت على الجميع وخاصة والدته وعروسه.

ولم تتوقع والدة أسامة أن يلجأ جنود الاحتلال إلى إطلاق النيران على المتظاهرين السلميين، لكن نجلها كان من المصابين الجدد برصاصة متفجرة دخلت ساقه وسببت تهتكات كبيرة في شرايين رئيسة بجسده، تسببت بنزيف شديد.

وقالت والدته: إن جنود الاحتلال لا يفرقون بين أحد، سواء كان شابًا أم امرأة، فهم يستهدفون الجميع.

وكان أسامة أصيب برصاص جنود الاحتلال عدة مرات خلال مشاركته في مسيرات العودة، ونجا منها جميعًا لكن الرصاصة الأخيرة التي أصابت ساقه كانت سبب استشهاده.

ويستخدم جيش الاحتلال الرصاص المتفجر المحرم دوليًا ضد المواطنين العزل، كما يحصل في قمع فعاليات المقاومة الشعبية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية التي تشهد سلسلة فعاليات في محافظات متفرقة منها نابلس، وتحديدًا قرية بيتا وجبل صبيح.