حين دافع أمير قطر عن حركة حماس، وعارض بكلمته في مؤتمر الرياض كلمة الرئيس الأمريكي الذي اتهم حركة حماس بالإرهاب، فإنه كان يدافع عن شخصه أولاً، وعن ميثاق جامعة الدول العربية، وعن مقررات مؤتمرات القمة العربية ثانياً، وكان يدافع عن أفكاره الإنسانية التي آمن بها، وعن قناعاته السياسية التي يسير على هديها، وعن معتقده الإسلامي، فقال بكل جرأة ووضوح، وأمام عشرات الملوك والرؤساء بما فيهم الرئيس الأمريكي ترامب: إن حركة حماس ليست منظمة إرهابية، حركة حماس تدافع عن أرضها ضد الاحتلال الإسرائيلي.
فهل كفر أمير قطر؟!
لم يكفر أمير قطر، وإنما كشف بكلمته ما استتر من أهداف إسرائيلية مشبوهة سعى الرئيس الأمريكي إلى تسويقها في بلاد العرب، فتصدى لها الفتى المقدام أمير قطر، وهو يثق أن كل الدنيا تعرف أن حركة المقاومة الإسلامية حماس جزء من المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأنها تمارس حقها في مقاومة المحتلين الإسرائيليين دفاعاً عن شعبها، وهذا ما كفلته المواثيق الدولية، ولاسيما أن حركة حماس قد حصرت عملها العسكري المقاوم في الوطن فلسطين، وهذا بحد ذاته يفند اتهام الرئيس الأمريكي لحركة حماس بالإرهاب.
فلماذا اتهم الرئيس الأمريكي حركة حماس بالإرهاب؟ لقد أحاط الرئيس الأمريكي نفسه بطاقم عمل من اليهود المخضرمين العارفين أهدافهم الاستراتيجية وأطماعهم السياسية بأرض فلسطين، وهذا الطاقم هو الذي يوجه السياسة الأمريكية التي صارت مسخرة بكامل طاقتها وقدراتها لخدمة الأطماع الإسرائيلية، فجاء اتهام الرئيس الأمريكي لحركة حماس بالإرهاب منسجماً مع الاطماع الإسرائيلية، ويهدف إلى كسب رضى الإسرائيليين، بما يضمن الحصول على دعم اللوبي اليهودي في الكونجرس الأمريكي، وهذا أمر ينسجم تماماً مع مجريات السياسة الأمريكية.
فلماذا صمت قادة العرب وحكامهم على اتهام حركة مقاومة فلسطينية بالإرهاب؟ هنا يحتار العقل في تفسير صمت الكثير من ملوك ورؤساء الدولة العربية بما فيهم الرئيس محمود عباس على اتهام حركة حماس بالإرهاب، إنه الصمت المريب الذي يثير كثيراً من التساؤلات عن تفسير قادة العرب لمقررات الأمم المتحدة التي تدعو إلى مقاومة المحتلين، وعن موقف القادة العرب من الأراضي التي تحتلها (إسرائيل)، هل هي أراض عربية واقعة تحت الاحتلال، يتوجب تحريرها بشتى السبل، أم هي أرض واقعة تحت إدارة الحاكم العسكري الإسرائيلي؟ ضمن هذه اللوحة السياسية القاتمة جاءت كلمة أمير قطر الرافضة لاتهام المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، الكلمة التي تمسكت بميثاق جامعة الدول العربية، وأكدت على رفض الأمة العربية لمواصلة احتلال الأراضي العربية لأكثر من خمسين سنة!
فهل يستحق أمير قطر التقدير والاسناد من الشعوب العربية على موقفه من الاحتلال الإسرائيلي، أم يستحق الرجل أن تقاطع بلاده، كي يزداد إحساسها الوطني بمشاعر أهل غزة المحاصرين؟