تحدثت وسائل الإعلام العبري عن عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة، والذين خرجوا يوم السبت الماضي لإحياء الذكرى لـ(52) لإحراق المسجد الأقصى المبارك، من قبل متطرف "صهيوني" من أصول أسترالية.
وكانت الفصائل والقوى الفلسطينية عقدت مهرجاناً وطنياً مركزياً حاشداً شرق مدينة غزة بالقرب من السياج الفاصل الذي فرضته الاحتلال قسرا على قطاع غزة كحدود لا يعترف بها الفلسطينيون ولا العالم، إلا أن التظاهرة السلمية قوبلت بإطلاق نار من قبل جنود الاحتلال المتراصين بأسلحتهم على طول الساج خلف أقبية إسمنتية لا تكشف إلا فوهات بنادقهم التي صوبوها نحو صدور الفلسطينيين العارية.
وعَدّت وسائل الإعلام العبرية إصابة أحد الجنود المعتدين، برصاصة شاب فلسطيني ثائر من مسافة صفر أنه بمثابة "فشل" جديد لأقوى جيش في الشرق الأوسط والأحدث عتاداً، في أدائه على الأرض مقابل شبان منتفضين لا يحملون في أيديهم سوى "حجارة".
وهنا تجدر الإشارة إلى تعليق الصحفي في (القناة 20) العبرية "نوعم أمير" على إصابة الجندي، ساخرًا: "الحكومة أنفقت عشرات مليارات الشواكل على هذا الجدار، وشاب واحد يحوله إلى ألعوبة"، مضيفاً "الاستثمار بعشرات المليارات في بناء جدار حول قطاع غزة، لم يمنع فلسـطيني بمسدس ثمنه 500 شيكل، من إصابة قناص حرس الحدود بجروح حرجة جدا".
أما (القناة 12) العبرية فأوردت تحقيقاً حول إصابة الجندي بجراح خطيرة، وفشل أداء القوات على الأرض، مشيرة إلى توصية التحقيق بأن على جيش الاحتلال "التصرف بشكل أكثر عدوانية حتى وإن كان على حساب الفلسطينيين" العُزل.
بينما قناة (كان) العبرية، قالت:" إن الجيش يدرس تغيير تعليمات إطلاق النار للجنود في محيط قطاع غزة"، بينما عبرت (القناة 7) العبرية، عن قلق جيش الاحتلال "من محاولة شبان فلسطينيين من غزة تقليد حادثة الأمس، ويستعدون لتلقي تعليمات جديدة خلال أي أحداث لاحقة".
بدورها، عبرت صحيفة (هآرتس) العبرية، عن تخوفها من خوض جولة قتالية جديدة -عدوان إسرائيلي- على قطاع غزة، مشيرة إلى أن المقاومة في قطاع غزة وتحديداً حركة حماس "لديها القدرة على التعامل مع جولة أخرى من القتال، وذلك لأنها لم تتضرر بشكل كبير خلال معركة سيف القدس".
وفي ذات السياق، تحدثت صحيفة (يديعوت أحرنوت) العبرية، عن مخاوف جيش الاحتلال من تكرار "حادثة" إصابة الجندي، مشيرة إلى عناصر من (وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود) في الجنوب يرددون صلوات إلى جانب سرير الجندي المعتدي بارئيل شموئيلي الذي أصيب بجروح حرجة جدا عند السياج الفاصل شرق قطاع غزة.
من جانبها، عبرت صحيفة (معاريف العبرية) عن اعتقادها بأن جولة أخرى من المواجهة مع حركة حماس في قطاع غزة باتت قريبة، بينما تحدث موقع (واللا العبري) عن شخصية رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، قائلاً: "إن الرجل أكثر واقعية ويفهم مجريات الأمور أكثر من الجميع"، وتابع: إن السنوار" أنشأ مدرسة لحكومة نتنياهو، وها هو يفعل نفس الشيء مع بينيت".
وعلى ما يبدو أن المخاوف التي أجمعت عليها وسائل الإعلام العبري هي مخاوف حاضرة لدى جيش الاحتلال قيادة وجنداً وحتى على المستوى السياسي لدى دولة الاحتلال من الدخول في عدوان عسكري جديد على قطاع غزة ومواجهة فصائل المقاومة لا سيما بعدما شاهده العالم من أداء فذ للمقاومة خلال معركة "سيف القدس".
بدورها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على أن "كل الخيارات مفتوحة للدفاع عن القدس، وكسر الحصار عن غزة، وعلى الاحتلال أن يقرأ هذه الرسالة جيدا.
وقال القيادي في "حماس" إسماعيل رضوان، في تصريحات صحفية: "لن يطول صبر المقاومة على مواصلة حصار غزة، فقد أعطينا المدة الكافية لرفع الحصار"، مضيفاً: "نحمل الاحتلال كامل مسؤولية عن إطلاق النار على الحشود المشاركة في المهرجان الوطني شرقي مدينة غزة في ذكرى إحراق المسجد الأقصى، ومن حق المقاومة أن تدافع عن شعبها وأرضها، ولن نسمح بتغيير قواعد الاشتباك والحصار على شعبنا".
من جانبها، حذرت الفصائل والقوى الفلسطينية في بيان صحفي عقب إنتهاء المهرجان الوطني، السبت الماضي، الاحتلال من مواصلة اعتداءاته على المتظاهرين السلميين الذين خرجوا نصرة للقدس ورفضاً لابتزاز غزة بعد معركة "سيف القدس"، مؤكدة على أن غزة ستبقى خزاناً للثورة الفلسطينية ورافعة لمشروعها الوطني "مشروع العودة والتحرير".