القدس بمعركتها الأخيرة والمتواصلة في ظلال سيف القدس، لم تتوقف، وتأخذ أشكالًا وأساليب عدة، وتستلهم من تاريخ النضال الفلسطيني الكثير من البطولات.
جيل جنين الحالي وكذلك جيل القدس وجيل غزة هو من نشأ في ظلال التطور المهم في النضال الفلسطيني.
ففي جنين يخرج الجيل الجديد، وأمام عينيه قتال أبناء جنين في مخيمهم وحواري جنين قتال الاحتلال وبينهم أبو الهيجا وجرار وطوالبة وأبو جندل وقائمة طويلة من الأبطال والأحرار الذين قاتلوا في مخيم جنين عام 2002.
اليوم يشاهد الاحتلال فشله مجددًا في القدرة على فرض سيطرته على جنين التي تحدث عنها قادته أنها أصبحت خلال الثلاثاء الماضية خارج سيطرة الاحتلال وكذلك غياب السلطة هناك ومن ثم غياب التنسيق الأمني.
يدرك الاحتلال خطورة ما يحدث في جنين، الذي يمكن أن ينتقل للمدن الأخرى، مثل مدينة نابلس، وعليه يكون أمام عمليات لمقاومين هناك، إلى جانب فقدان السيطرة تماما، لتصبح جنين تحت سيطرة المقاومين فيها، ويقودها الجيل الجديد الذي نشأ بها بعد اجتياحها عام 2002.
جيل جنين الحالي كما هو الجيل الذي نشأ بعد انسحاب الاحتلال من غزة عام 2005، وتمكن من بناء مقـاومة شرسة ذات بأس شديد تضرب بقوة وتدافع عن الأقصى، وتهدد وتقصف تل أبيب والقدس وما بعدهما.
الجيل الفلسطيني الحالي وجد في سيف القدس المخرج له في مواجهة الاحتلال، ويحمل هوية وطنية خالصة، في حين فشلت كل خطط الاحتلال والولايات المتحدة في بناء الفلسطيني الجديد، بل انهيار بناء المنظومة الأمنية للاحتلال والولايات المتحدة كما حدث في سيف القدس.
أحدثت معركة سيف القدس التغيير والتحول الفكري في تهشيم صورة الاحتلال لدى الأجيال الحالية، وفي حين أن الشبان في القدس وجنين وغزة، وبطرقهم المتعددة تمكنوا من هز صورة جيش الاحتلال المرتبك الخائف الذي يتحصن خلف الجدران ويهرب في جبل صبيح وبيتا وبيت دجن وبيت أمر، كما كان هروبه من غزة 2005، وبعدها صور جنودهم وهم يصرخون وتداس رؤوسهم على حدود غزة من الجيل ذاته.
الجيل الفلسطيني الحالي يمتلك القدرة على تحقيق النصر، والقدرة على إيلام الاحتلال ومقاومته ومواجهته وإيقاع الخسائر به، على الرغم من ارتقاء الشهداء أو الجرحى أو الاعتقال، لكن ما شاهدناه في جنين نموذج لاحتضان الجماهير للمقاومين والاعتزاز بالشهداء وتضحياتهم.