أثار المغني يعقوب شاهين سخطًا وانتقادات واسعة من المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب مشاركته في أغنية تمجد جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في الضفة الغربية المحتلة، ومحاولاته لتلميع صورته، خاصة بعد جريمة اغتيال الناشط والمعارض السياسي نزار بنات في الخليل.
وأكد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن الأمن الوقائي وظف شاهين لمحاولة تبرير انتهاكاته ضد حقوق الإنسان بالضفة الغربية، وعمليات الاعتقال والاعتداء على حرية الرأي والتعبير، والنشطاء السياسيين.
ووصف بعض النشطاء المغني شاهين بـ"المرتزق" الذي يبحث عن المال وخدمة السلطة، على الرغم من اعتداءاتها وقمعها المواطنين، خاصة في المرحلة التي تزامنت مع قمع الحراكات المنددة بجريمة اغتيال أجهزة أمن السلطة المعارض "بنات".
وكتب الناشط مهند الصباح عبر حسابه في "فيسبوك": "الدولة التي تشعر بأنها مهددة وأركانها غير ثابتة، تلجأ إلى كل الوسائل لتدعيم أركانها، ومن ضمنها استخدام شخصيات مشهورة وهي بطبيعة الحال شخصيات مرتزقة كي يكونوا بوقًا لها أمام الجماهير".
وأضاف الصباح: "تكون مهمة هؤلاء المرتزقة الأساسية تجميل صورة النظام وربطه بهموم الشعب وقضاياه المركزية وتذويب الفكرة في عقول العامة"، موضحًا أن فيديو المغني شاهين الذي يروج لجهاز "الوقائي" جاء استكمالًا لـ"أوبريت السلام" الذي نُشر للإشادة برئيس السلطة محمود عباس.
وغرَّد حماد يعقوب بقوله: "الأمن الوقائي معروف بسمعته السيئة منذُ التأسيس، فهو المسؤول عن تسليم أي خلية للمقاومة، وتعذيب الشباب وشبحهم، وفرق الموت التي كانت في غزة، ويعقوب شاهين يحاول الآن تلميع صورته".
الناشطة ميساء خالد أيضًا كتبت عبر حسابها في "فيسبوك": "كان المفترض على يعقوب شاهين الظهور بالعتلة (الأداة الحادة التي قُتل فيها بنات) في الفيديو الذي أنتجه بهدف تحسين صورة جهاز الأمن الوقائي".
وعدَّت الناشطة شيماء محمد في منشور لها بـ"فيسبوك" أغنية شاهين مشاركةً في جريمة اغتيال المعارض بنات.
وكتبت روزان صبيح: "هذا المغني لا يوجد قيمة له الآن، ولم يعد محبوب العرب بعد هذه الأغنية ومحاولة تلميعه جهاز الأمن الوقائي".
كذلك قال الناشط محمود صبري: "يعقوب شاهين تجاهل غضب آلاف المواطنين بشأن قضية بنات ومطالبهم في تحقيق العدالة له ولعائلته بعد اغتياله من جهاز الوقائي المتهم الرئيس، وعمل على الترويج للقتلة مقابل حفنة من المال".
وأضاف: "هذا المغني لطخ سمعته الفنية بالغناء لجهاز أمني متهم بتعذيب المواطنين والتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي".
واغتالت أجهزة أمن السلطة المعارض بنات في 24 يونيو/ حزيران الماضي، بعد اقتحام المنزل الذي كان فيه بالخليل، إذ تعرض للضرب المبرح بأدوات خشنة، على مدار عدة ساعات، قبل أن ينقل جثة هامدة إلى أحد المستشفيات.
وبنات كان مرشحًا للانتخابات التشريعية عن قائمة "الكرامة"، ومعارضًا سياسيًّا للسلطة، ومهتمًّا بحقوق الإنسان والديمقراطية، نشط ضد مشروع التسوية واتفاقية "أوسلو"، وكان ناقدًا للفساد وتقييد الحريات في الضفة، وتحدث في آخر ما نشره عن مخاطر صفقة "اللقاحات الفاسدة" التي حاولت السلطة تمريرها على الشعب الفلسطيني.