قضى علماء السلوك الكثير من الوقت في دراسة ما يجعلنا سعداء في حياتنا، وهم يؤكدون أن السعادة يمكنها أن تجعل الصحة الجسدية والعقلية أفضل، وهو ما قد يزيد من عمر الإنسان.

ويؤكد علماء السلوك أيضاً أن السعادة ليست شيئًا يحدث ببساطة، بل يحتاج إلى عمل وتغييرات، فإن كل شخص يتمتع بالقدرة على إجراء تغييرات صغيرة في سلوكه ومحيطه وعلاقاته التي يمكن أن تساعده في أن يكون على المسار الصحيح لحياة أكثر سعادة، وفق ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

ويقدم خبراء السلوك مجموعة نصائح تساعد الإنسان ليكون سعيداً في حياته:

• ابتعد عن الأفكار السلبية وعش كل يوم بتفاؤل

يميل جميع البشر للتفكير في التجارب السيئة أكثر من التجارب الإيجابية، وهو تكيف تطوري، لكن هذا يعني أنه عليك أن تعمل بجهد أكبر لتدريب عقلك على التغلب على الأفكار السلبية.

ومن أجل ذلك يقول خبراء السلوك لا تحاول إيقاف الأفكار السلبية، فإن تحدثت مع نفسك وقلت لها: «يجب أن أتوقف عن التفكير في هذا الأمر»، سيجعلك ذلك تفكر في الأمر أكثر من قبل.

وبدلا من ذلك، عليك الاعتراف بأنك تعاني من مشكلة ما، ثم حاول أن تجد حلاً لها من دون أن تؤنب نفسك، عندما تشعر بالسلبية تجاه نفسك، اسألها عن النصيحة التي ستعطيها لصديق ما وجدته محبطاً لنفس السبب، وحاول تطبيق هذه النصيحة على نفسك.

• اختر مجتمعاً سعيداً.. وعش فيه حياتك

مؤسسة نايت غالوب أجرت مقابلات مع 43000 شخص في 26 مجتمعًا لمعرفة العوامل التي تجعل مجتمعاً ما مكانًا يشعر فيه الناس بالسعادة، وتقول المؤسسة في تقريرها أن هناك عدة عوامل أبرزها:

الانفتاح: يشعر الناس بالسعادة عندما يعيشون في مجتمع يرحب بالجميع.

الجمال: العيش في مجتمع خلاب وساحر، مع الكثير من الأشجار والمساحات الخضراء، يجعل الناس أكثر سعادة.

الفرص الاجتماعية: عندما يتم تصميم مجتمع ما لتعزيز الروابط الاجتماعية - المطاعم والأماكن المجتمعية والأرصفة والممرات والأماكن العامة الأخرى - يكون الناس أكثر سعادة.

لهذا فالمكان الذي تعيش فيه سواء البلد أو المدينة أو الحي أو المنزل جميعها لها تأثير على سعادتك العامة، لذا عليك البحث عن مكان يجعلك تشعر بالسعادة.

• اقضِ بعض الوقت في أحضان الطبيعة

تدعم العديد من الدراسات فكرة أن قضاء الوقت في الطبيعة مفيد جداً للصحة الجسدية والعقلية.

ونحن نعلم أن المشي في مسارات هادئة، تصطف على جانبيها الأشجار، يمكن أن يؤدي إلى تحسينات كبيرة في الصحة العقلية، وحتى تغييرات جسدية في الدماغ.

يتمتع مشاة الطبيعة بأدمغة «أكثر هدوءًا»، وتظهر بعض الأبحاث أنه حتى النظر إلى صور الطبيعة يمكن أن يحسن مزاجك.

• تعرف على الأشخاص السعداء.. وابتعد عن المتشائمين

نحن كبشر نميل إلى أن نكون أكثر سعادة عندما نتواصل مع الآخرين، وتظهر الدراسات باستمرار أن سعادتنا مرتبطة بسعادة الآخرين.

إحدى الطرق التي نعرف بها ذلك، هي من دراسة قام بها علماء جامعة ييل، وكان هدفهم استخراج البيانات لدراسة السعادة والشبكات الاجتماعية، وبعد تحليل البيانات، توصلوا إلى عدد من الاستنتاجات حول السعادة أبرزها:

تعتمد سعادة الناس على سعادة الآخرين الذين يرتبطون بهم.

يزيد كل صديق إضافي سعيد من فرصتك في السعادة بحوالي 9 بالمائة.

تزيد سعادتنا عندما نعيش بالقرب من الأصدقاء وأفراد الأسرة السعداء.

• يمكنك أن تكون سعيداً حتى لو كنت وحيداً

يعتقد الكثير من الناس أن زيجاتهم هي مصدر للسعادة، هذا أمر رائع، لكن هذا لا يعني أنك لن تكون سعيدًا إذا لم تكن متزوجًا.

في إحدى الدراسات التي أجريت على 24000 شخص في ألمانيا على مدى 15 عامًا، وجد الباحثون أن الزواج لم يتسبب إلا في حدوث طفرة صغيرة في السعادة، تقاس بعُشر نقطة على مقياس من 11 نقطة.

بالطبع، كانت هناك اختلافات كبيرة بين الأفراد، كان بعض الناس أكثر سعادة بعد الزواج، ولكن كان البعض الآخر أقل سعادة بعد الزواج، وخلاصة القول هي أنه يمكنك أن تكون سعيداً حتى لو كنت وحيداً.

• اعلم أن المال لن يجعلك بالضرورة.. أكثر سعادة

لن يجعلك المزيد من المال بالضرورة أكثر سعادة، ولكن إيجاد عمل هادف وقليل من الوقت الإضافي تخصصه لنفسك سيساعدك في ذلك.

في معظم الأوقات، ما نعتقد أنه سيجعلنا سعداء لن يحدث في الواقع، حيث تظهر الدراسات أن السعادة لا تأتي من المزيد من المال أو المزيد من الأشياء الجديدة.

بالطبع، الفقراء يكونون أكثر سعادة عندما يحصلون على المزيد من المال، لأنهم ليسوا مضطرين بعد ذلك للقلق بشأن الحصول على ما يكفي من الطعام أو الحصول على منزل أو دفع ثمن الدواء، ولكن بمجرد أن يفلت الناس من الفقر ويحققون نمط حياة من الطبقة المتوسطة أو أعلى قليلاً، فإن المزيد من المال لا يؤدي إلى المزيد من السعادة.

• كن رحيماً مع نفسك.. ولطيفاً مع الآخرين

أن تكون لطيفًا مع الآخرين هو طريق أساسي نحو السعادة، ولا تنس أن تكون لطيفًا مع نفسك أيضًا.

الكرم يجعل الناس أكثر سعادة، فهو أحد المتغيرات الستة التي وجد علماء السلوك أنها تؤثر باستمرار على السعادة.

ووجدت العديد من الدراسات، أن الأشخاص الذين تصرفوا بكرم كانوا أكثر سعادة مقارنة بالأشخاص الذين اتخذوا قرارات أنانية.