فلسطين أون لاين

"الشعبية" تحيي الذكرى الـ20 لاغتيال أبو علي مصطفى وتخريج مخيمات "سيف القدس"

مزهر يحذر السلطة من الوقوع مجددًا في دهاليز المفاوضات

...
غزة/ جمال غيث:

حذر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، "السلطة من الوقوع مجددًا في فخ محاولات العدو والإدارة الأمريكية للعودة إلى دهاليز المفاوضات العبثية عبر تقديم الرشاوي الاقتصادية مقابل اعطاء الاحتلال صكوك للاستيلاء على ما تبقى من الأرض.

وقال مزهر، في كلمة له، خلال احياء الجبهة الشعبية، الذكرى العشرين لاغتيال أمينها العام أبو على مصطفي، وتكريم طلبة الثانوية العامة، وتخريج مخيمات طلائع العودة فوج سيف القدس، في ساحة السرايا بمدينة غزة، أمس، بحضور ومشاركة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية: "إن عودة السلطة من جديد لحضن الإدارة الأمريكية سيعزز من تبعيتها ومن دورها الوظيفي القائم على التنسيق الأمني، وسيضيف عبئًا جديدًا على شعبنا سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا".

وأضاف: "إن التحديات الخطيرة الماثلة أمامنا لا يمكن مواجهتها باستمرار المراهنة على الوعود الأمريكية، أو التمسك بالمشاريع السياسية التي بُنيت على أساس منهج أوسلو ومدخله الأمني".

واستدرك: إن طريق محاصرة وإسقاط هذا الخطر لا يكون إلا ببناء البرنامج الوطني الموحد بالارتكاز على خيار المقاومة، والتسريع بتنفيذ قرارات الإجماع الوطني بالتحلل من اتفاق أوسلو وفك الارتباط مع الاحتلال، وإعادة بناء منظمة التحرير ووضع أسس إعادة بنائها وهيكلتها باعتبارها الوعاء الذي يوحد شعبنا في الداخل والخارج ويصون أهدافه الوطنية والديمقراطية.

وجدد الدعوة لوقفة وطنية جادة مع الذات، وقفة وطنية نرسي خلالها الشراكة والحقوق والحريات الوطنية والديمقراطية، واستراتيجية وطنية جامعة موحدة لشعبنا ولطاقاته بالوطن والشتات، تضمن شمولية وعدالة التمثيل للكل الوطني أينما تواجد، وتحرر المجتمع من الفاسدين والعابثين بثرواته وموارده الطبيعية.

وأمضى: يجب ألا يبقى الحوار رهينة لحسابات وأجندات معينة، ويتطلب أن نغادر سياسة الانتظار والحالة الضبابية التي نشهدها، وهذا بحاجة إلى دعوة الأمناء العامين للفصائل لاجتماع فوري وعاجل والتعامل معه باعتباره إطارًا قياديًا مؤقتًا ومرجعية سياسية لشعبنا، إلى حين التوافق على تشكيل مجلس وطني جديد، وصولاً لتحديد أجندة لإجراء الانتخابات الشاملة، بما يُعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني.

وأردف: "كان الشهيد أبو علي مصطفى، يدعونا دومًا للتصدي للفاسدين، لذلك علينا جميعًا مهمة التصدي لهؤلاء الفاسدين والمفسدين ومراكز النفوذ والإفساد، التي ساهمت في إشاعة نهج الاستبداد، والتجرؤ على حياة ودماء الفلسطيني، وصلت لحد قتل المعارضين والمناضلين والمطالبين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية".

وأكمل: " رسالتنا إلى هؤلاء المفسدين، ألا تعقلون ألا تفكرون بأن كل تعدٍ على الحقوق وتجرؤ على حياة ودماء أبناء شعبنا يُقدم خدمةً مجانية للاحتلال، ويمد من عمر كيانه السرطاني". 

وطالب مزهر، بإحداث تغيير حقيقي في العقيدة الأمنية للأجهزة الأمنية لعقيدة وطنية تقوم على حماية المتظاهرين وضمان حرية الرأي والتعبير، ووقف كل اشكال التغول على الحقوق والحريات الديمقراطية، والتصدي لمافيات المال المتحالفة مع المنظومة السياسية التي استنزفت طاقات شعبنا سياسيًا وماليًا واجتماعيًا. 

ودعا لوقف المهاترات والمناكفات والتلاعب بقوت وكرامة أبناء شعبنا، ولتضافر الجهود لمسح آثار العدوان وإنهاء الحصار على شعبنا، وإعادة الاعمار عبر إطار وطني، وربطها بعملية تنموية شاملة بعيداً عن الاشتراطات والتدخلات الخارجية.

وحث الرئيس أن يتحمل مسؤولياته تجاه غزة، فهي جزء أصيل من هذا الوطن، مطالبًا إياه باعتماد شهداء عدوان عام 2014، ضمن مؤسسة الشهداء والجرحى. 

وأعرب عن رفضه لأي من محاولات للبلطجة على حقوق الأسرى، والأسرى المحررين، أو الاستجابة للشروط الامريكية لإعادة ما يُسمى بالثقة، داعيًا الجهات المسؤولة في القطاع اتخاذ قرارات وإجراءات من شأنها تعزيز صمود المواطنين والتخفيف من آثار العدوان والأوضاع المعيشية الصعبة، داعيًا كذلك لإجراء الانتخابات في الجامعات والنقابات والاتحادات والمجتمع المدني.

وأكد أن الطريق الوحيد لانتزاع حقوقنا الوطنية، بالمقاومة وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة لقيادة المقاومة الشعبية بكافة أشكالها التي تُشكّل حجر الأساس والمدماك الأول في رفع كلفة الاحتلال وتغيير موازين القوة وتحويل هذا الكيان المصطنع إلى مشروع خاسر يجبره على الرحيل.  

وأكد في كلمة وجهها لقادة الاحتلال قائلًا: "نقول لقادة العدو الصهيوني، أن غزة رغم العدوان والحصار والتجويع، لا تقبل الابتزاز وستظل عصية على التطويع والانكسار والحرائق الداخلية أو حرف البوصلة. وما زالت وستظل تقاوم وتراكم من إمكانيات مقاومتها حتى دحركم عن أرضنا".

وفي ذات السياق، قال إن مهمة مقاومة التطبيع والمُطبعين مع سلطات الاحتلال والتصدي لخيانات مشيخات الخليج وأذنابهم يجب أن تبقى أولوية حاضرة على أبناء أمتنا العربية، معتبرًا زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، للمغرب طعنة غادرة للشعب المغربي وللشعوب العربية ولشهداء شعبنا". 
وحث  الشعوب العربية لأن تنتفض في وجه هذا الطغيان الذي يجعل من هذا العدو كيانًا طبيعيًا في المنطقة لنهب خيراتها والسيطرة عليها أمنياً واقتصادياً.

المصدر / فلسطين أون لاين