المخابرات الأمريكية تضع السلطة في رأس القائمة وتوليها الاهتمام الأكبر؛ ما جعل رئيس المخابرات بيل بيرز يصل إلى المنطقة ويزور الاحتلال ومقر المقاطعة في رام الله، وفي رأس الصفحة الأولى هو الوثيقة الأمريكية التي تعمل بكل قوة لتنفيذها، وهو نجدة السلطة في ظل الظروف الصعبة التي تمر فيها خلال الأشهر الأخيرة.
تدرك الولايات المتحدة خطر الأوضاع في الضفة وعوامل انهيار السلطة بعد معركة سيف القدس، وهو ما عبر عنه الإعلام العبري الأيام الاخيرة بأن رئيس المخابرات الأمريكية تحدث عن السلطة والصعوبات التي تواجهها الفترة الماضية، وأن شعبية حماس في الضفة تشكل خطرًا كبيرًا.
الوثيقة الثلاثية بين الاحتلال والولايات المتحدة والسلطة تضع آليات التحرك المطلوبة، بحيث تحصل السلطة على أهم ما تريده؛ وهو المال، في حين يتولى الاحتلال توفير الدعم الأمني لها في الضفة، وتوفر الولايات المتحدة مستلزمات الخطة التي قدمها هادي عمرو مندوب الولايات المتحدة، الذي زار المنطقة قبل أيام.
وفق الوثيقة تقدم السلطة تنازلات جديدة ترتبط بالموافقة على تدخل الولايات المتحدة والاحتلال مباشرة في إدارة السلطة على صعيد قطاعات القضاء وإدارة السلطة، على غرار ما حدث عام 2007، عندما عُيِّن الجنرال الأمريكي دايتون للإشراف على تغيير عقيدة الأجهزة الأمنية، بحيث تحولت الأجهزة الأمنية إلى مجرد منفذ لما يريده الأمريكان والاحتلال عبر التنسيق الأمني، وتحولت الإدارة المدنية، وأصبح مكتب مدير مخابرات الاحتلال هو المتحكم في الضفة.
خطورة الوثيقة الجديدة تكمن في أنها تتناول تفاصيل الأحداث وإدارة الملفات، ومنها ملف الأسرى وقطع رواتبهم، ومعالجة تداعيات جريمة اغتيال نزار بنات، ومساعدة السلطة في معالجة الملف، عبر لجان شكلية، وتدخل أمريكي مباشر في إدارة وزارة المالية، وكذلك وزارة الأسرى إلى جانب إدارات مركزية تتبع للسلطة.
الحبل الذي تقدمه الولايات المتحدة لصالح السلطة وقيادتها محاولة لامتصاص الغضب الشعبي المتنامي في الضفة بعد معركة سيف القدس، وزيادة الدعم الشعبي للمقاومة بعدِّها السبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال.