مضت100 يوم على انتفاضة أهالي بلدة بيتا في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، رفضا للاستيطان الإسرائيلي على أراضيها.
واستنسخ أهالي البلدة، نموذج المقاومة الشعبية في مسيرات العودة بغزة، في محاولة لتحرير جبل صبيح من بؤرة استيطانية جديدة ستقام على أراضيه.
وينفذ نشطاء المقاومة الشعبية أو ما يطلق عليهم "حراس الجبل" والقرى المجاورة، فعاليات ووسائل مقاومة شعبية في ظل غياب رعاية السلطة لقضيتهم والضغط من أجل وقف الاستيطان على أراضي البلدة.
وذكر الناشط مجدي حمايل، أن أهالي بيتا حققوا خلال الـ100 يوم الماضية، إنجازات وطنية وشعبية بدماء أبنائهم، وسط غياب الدعم الرسمي، وخاصة من قبل وزارة الخارجية في رام الله.
وقال حمايل لصحيفة "فلسطين": خلال المواجهات السابقة استخدم الشبان مختلف الوسائل الشعبية، لافتا إلى رد جيش الاحتلال الهمجي الذي أسفر عن استشهاد 7 شبان من أهالي البلدة.
وأضاف: رغم ذلك لم يترك أهالي البلدة الجبل للحظة واحدة، وأنتجوا حالة صمود جديدة من خلال المقاومة الشعبية لإزالة البؤر الاستيطانية.
وذكر أن أبرز إنجازات المقاومة الشعبية في البلدة خلال الـ 100 يوم الماضية، هو إزالة البؤرة الاستيطانية المعروفة باسم "أفيتار" بفعل المقاومة الشعبية ووحداتها: وحدة (الكاوشوك)، ووحدة الإرباك الليلي وغيرهما.
وأشار حمايل إلى أن نجاح فعاليات أهالي بيتا والإنجازات التي حققتها، يتطلب تبني نموذجها وطنيا في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية محمد دويكات، أن إنجازات المقاومة الشعبية في بلدة بيتا جنوبي نابلس، يتطلب اعتماد استراتيجية وطنية لقيادة المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.
وقال دويكات، في تصريح، أمس: إن البلدة خلال 100 يوم من المقاومة الشعبية، قدمت 7 شهداء وأكثر من 3 آلاف جريح برصاص الاحتلال الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
وأضاف دويكات: بيتا حققت انتصارين على الاحتلال، أولهما: إرغام حكومة الاحتلال على إخلاء موقع جبل صبيح من عصابات المستوطنين تحت ضغط المقاومة الشعبية بفعل رشق المستوطنين وقوات الاحتلال بالحجارة، والإرباك الليلي، وإشعال الإطارات المطاطية، وتوجيه الأضواء والليزر على المستوطنين، وتشغيل مكبرات الصوت والمزامير وإرسال رسائل للمستوطنين تدعوهم إلى الرحيل.
والانتصار الثاني، بحسب دويكات، تبني أهالي البلدة المقاومة الشعبية بكل الأدوات والأساليب المتاحة؛ ما أرغم الاحتلال على تسليم جثمان الشهيد شادي الشرفا وتشييعه ودفنه في مقبرة البلدة.
وشدد على أن معركة بيتا تثبت أن المقاومة بكل أشكالها هي طريق استرداد الأرض والحفاظ عليها، وأن وحدة الشعب وفصائله هي الضمانة لاستمرار المقاومة حتى كنس الاحتلال وطرد قطعان المستوطنين.
وأكد أن تطوير آليات وأدوات وأساليب المقاومة في بلدة بيتا وباقي مناطق الاشتباك مع الاحتلال، يتطلب استراتيجية وطنية موحدة تعتمد أشكال المقاومة كافة ضد الاحتلال والاستيطان، بما فيها تشكيل قيادة وطنية موحدة ترسم التكتيكات والخطط اليومية للمقاومة وتوفر عناصر ثباتها وصمودها وتطور آلياتها نحو انتفاضة شاملة تستنهض كل عناصر القوة والفعل في ساحات الاشتباك مع قوات الاحتلال وقطعان الاستيطان.
وتقع قرية بيتا (17 ألف نسمة) بين مرتفعات جبلية عدة، بينها جبل صبيح الذي أقيمت عليه البؤرة الاستيطانية.