لم تنقطع المحاولات الإسرائيلية للسيطرة على الحرم الإبراهيمي منذ المجزرة اليهودية في باحاته عام 1994م واستشهاد 29 مصليًّا وإصابة العشرات برصاص مستوطن متطرف.
فكانت آخر المخططات التهويدية، هو مخطط المصعد الكهربائي في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
ووصف المدير العام للجنة إعمار الخليل عماد حمدان، المخطط بـ"الخطِر"، لافتًا إلى أن سيقتطع 91 مترًا كحيز للمصعد و300 متر كممرات ومساحة خارجية له.
وأشار حمدان إلى أن الاحتلال يغلف مشروع المصعد الكهربائي بـ"طابع إنساني لكبار السن والمرضى من المستوطنين"، لكن الحقيقة أنه مخطط ذو "تغيير جذري في مبنى ديني وتاريخي يحاول السيطرة على مفاصل رئيسة في الحرم الإبراهيمي".
ونبَّه إلى أنه منذ تشكيل لجنة "شمغار" الإسرائيلية في أعقاب مجزرة الحرم ومشاريع التهويد والتوسع الاستيطاني في تزايد مستمر.
ولفت إلى تعطيل قوات الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة أسبوعيًّا، عدا عن عرقلة صيانة الحرم وترميه حجارته مقابل السماح بالمشاريع التهويدية للمستوطنين.
واعتبر حمدان إقامة المصعد في الحرم الإبراهيمي إمعانًا في التقسيم المكاني والزماني للحرم، وقال: "حتى لجنة (شمغار) التي لا نعترف بها تجاوز المستوطنين قراراتها وتوصياتها وزادوا أعمالهم التهويدية سواء داخل الحرم أو في الساحات الخارجية).
وشرعت آليات الاحتلال، أمس، بتنفيذ مشروع المصعد الكهربائي داخل المسجد الإبراهيمي.
دعاوى قانونية
وأفاد مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة بأن مشروع المصعد التهويدي طرحه الاحتلال منذ زمن، وكانت هناك محاولات عدة لبلدية الخليل ولجنة الإعمار لرفع دعوى قضائية ضد قرار سلطات الاحتلال، قوبلت جميعها بالرفض.
وأشار أبو سنينة إلى خطر المشروع لما فيه من تعدٍ وتغيير لمعالم المسجد التاريخية والإسلامية، وما يعكسه من عنجهية الاحتلال ومحاولته بسط سيطرته التامة على المسجد.
وناشدت القوى الوطنية والإسلامية في الخليل أهل المدينة والمحافظة للنفير العام نحو المسجد الإبراهيمي الشريف، والتواجد فيه من أجل إفشال المخطط الإسرائيلي.
ودعت القوى إلى الاعتصام داخل المسجد وإقامة جميع الصلوات فيه تصديًّا لمخططات الاحتلال التهويدية.