فلسطين أون لاين

عمرو: السنة الهجرية الجديدة تبشر بخير بعد معركة سيف القدس

تقرير المسجد الأقصى.. مطالبات للأمة الإسلامية بدور حاسم لنصرته

...
المسجد الأقصى (أرشيف)
القدس المحتلة-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

بينما يحل اليوم عام هجري جديد، يُضيق الاحتلال خناقه على القدس والمسجد الأقصى، بالاستيطان ومخططات التهويد وإبعاد المقدسيين واعتقالهم وفرض الضرائب عليهم.

وتعاني القدس وحيدة أشد أنواع الظلم التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحقها لتهجير أهلها في ظل ما يصفه مراقبون بغياب كل أنواع الدعم من المسلمين حول العالم لها إلا ما ندر، ووفق ردود أفعال لا خطط وإستراتيجيات فاعلة يمكن أن تواجه المخرز الإسرائيلي المدعوم بميزانيات ضخمة من المنظمات الصهيونية عبر العالم.

رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهجير ناصر الهدمي يؤكد أن نصرة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، واجب المسلمين جميعًا، قائلًا: "في ذكرى الهجرة النبوية من كل عام نتذكر أهمية القدس والرباط فيها وخيريتها وتميزها عن غيرها".

ويقول الهدمي لصحيفة "فلسطين": يجب أن يعمل المسلمون لنجدة وتحرير القدس مسترشدين بذكرى الهجرة التي لها معانٍ رمزية مهمة بما يخص الانتقال من الظلم للحرية وحماية النفس البشرية.

ويتابع: أهم ما يجب أن تفعله الأمة لنصرة القدس والأقصى هو "الهجرة من الظلم والفساد" الذي تسببه بعض الأنظمة التي وصفها بـ"الظالمة، إذ تمنع شعوبها من التقدم".

ويدعو الهدمي هذه الشعوب إلى "تغيير وضعها الأليم وعدم الانشغال بالقضايا الجانبية، لأن عملية تحرير القدس وفلسطين تحتاج لإرادة وشعوب لديها استعداد للتضحية، ما يحتاج لتذليل الصعاب أمام هذا الطريق".

وينبه إلى أن نصرة القدس والأقصى من المسلمين دون قوة لن تفيد شيئًا، لكون المجتمع الدولي لا يحترم سوى الأقوياء، مشيرًا إلى أن العالم يدعم (إسرائيل) منذ 73 سنة ويقدم لها أشكال الدعم كافة.

ويضيف: التعويل على المجتمع الدولي مضيعة للوقت، فلا بد أن تعتمد الأمة على نفسها وتستعيد كرامتها.

"ضعف الموقف العربي والإسلامي"

من جهته يرى رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر أن ثمة "خللًا في العلاقة بين المسلمين والعرب والقدس والقضية الفلسطينية عمومًا"، مفسرًا: "موضوع القدس تراجع في مكانته عند العرب والمسلمين، فالاحتلال الإسرائيلي يعتمد أساسًا على ضعف الموقف العربي والإسلامي، وغياب أي رؤية لنصرة القدس، ويسارع في الاستيطان والتهويد".

ويقول خاطر لصحيفة فلسطين: إن الأمة الإسلامية ما زالت تتعامل مع قضية القدس بالعواطف فقط دون أي خطة أو رؤية إستراتيجية، مضيفًا: "كل التعامل عاطفي وارتجالي ومواقف سريعًا ما تتلاشى دون استمرارية أو تراكم".

ويشير إلى النقطة الأهم برأيه وهي -وفقًا لخاطر- غياب المال العربي في ظل تهويد القدس بـ"المال الصهيوني".

ويتابع: "كل ذلك أضعف المقدسيين والقضية الفلسطينية على مستوى الصراع مع الاحتلال".

ويبدي خاطر أسفه لكون بعض العرب أنفسهم يدفعون أموالًا هائلة للاحتلال كما حدث في دعم رجل أعمال إماراتي لإسرائيليين بمبلغ 550 مليون شيقل على مدى 18 عامًا، وهو ما كشفته وسائل إعلام عبرية.

ويردف: هناك غياب لخطة نصرة القدس حتى على مستوى المواقف، فالمؤسسات الإسلامية التي أنشئت لأجل القدس ليس لديها أي خطط لمقاومة سياسة الاحتلال الرامية لتهجير المقدسيين، لافتًا إلى في الوقت نفسه إلى "غياب دور السلطة (في رام الله) بشكل غير مقبول في المدينة المقدسة لدرجة أنها أصبحت وكأنها متفرجة على المدينة برغم المؤسسات الكبيرة التابعة لها التي تقوم بدور تقليدي ضعيف وهامشي".

ويقترح خاطر "تشكيل مجلس دولي للقدس" يضم النخب في كل العالم الإِسلامي ليقدموا بحسم ما يستطيعون من أجل المدينة وفق خطة واضحة.

من ناحيته يذكِّر الباحث في شؤون القدس جمال عمرو بأن القدس ليست للمقدسيين فقط بل لكل المسلمين في أنحاء العالم، ما يستدعي منهم بذل الجهود لوقف التطبيع مع (إسرائيل) من قبل بعض أنظمتهم والانطلاق لنصرة المدينة المحتلة.

ويقول عمرو لصحيفة فلسطين: "القدس تنزف وبحاجة لأن يلتفت إليها القاصي والداني من المسلمين في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها".

ويبدي عمرو تفاؤله بأن تبشر السنة الهجرية الجديدة بخير عظيم للمدينة المقدسة بعد "معركة سيف القدس".

ويدعو عمرو المسلمين "لاستلهام تجربة غزة التي رغم جراحاتها النازفة والمحاصرة كما حوصر الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل بشرت المسلمين بقرب النصر من خلال معركة سيف القدس مع الاحتلال"، مردفًا: "فما بال من يملكون الطاقات والإمكانات لا يحركون ساكنًا؟ فأبواب الدعم للأقصى كبيرة، ومن يريد دعمه لا يعدم الوسيلة، فيمكن دعمه بالعملات الرقمية مثلًا".

ويكمل عمرو بأنه يمكن أيضًا دعم القدس بالعمل القضائي في المحاكم الدولية ضد الاحتلال وجرائمه ولا سيما التهويد.