قائمة الموقع

​محللون: لقاء حماس ومصر يعكس مصلحة متبادلة وعلاقات تاريخية

2017-06-06T07:27:37+03:00

عدّ محللون فلسطينيون، أن الزيارة التي يجريها وفد قيادي من حركة حماس لجمهورية مصر العربية، حاليًا، للقاء مسؤولين مصريين، دليلًا على رغبة الطرفين للوصول لتوافق وتفاهم على عدة قضايا مشتركة، بما يحقق المصلحة للبلدين (فلسطين ومصر).

وأشار المحللون، في أحاديثهم لصحيفة "فلسطين"، أمس، إلى أهمية الزيارة كونها تأتي عقب اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحركة حماس بـ"الإرهاب" خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية، الشهر الماضي، في الرياض.

وأجمعوا على أن الزيارة تشير إلى أن حركة حماس ما زالت حاضرة في المنطقة، وتستطيع بناء علاقاتها، في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات، وأن الحركة غير معزولة عن الإطار المحيط بها، وأنها قادرة على كسر محاولات عزلها، إضافة إلى مدى جدية حماس في تحسين وترتيب علاقتها مع مصر خلال المرحلة القادمة.

ووصل العاصمة المصرية، القاهرة، أمس الأول، وفد قيادي من حركة المقاومة الإسلامية حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، وذلك في سياق التواصل والتنسيق المستمر مع المسؤولين المصريين.

ويضم الوفد أيضا كلًا من عضو المكتب السياسي لحماس روحي مشتهى، وقائد الأجهزة الأمنية اللواء توفيق أبو نعيم.

توجه جديد

وذكر الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو شنب، أن الزيارة تأتي نتيجة لاتصالات قامت بها حماس، خلال الفترة الماضية مع المسؤولين في جمهورية مصر العربية، نتج عنها طلب حماس للزيارة.

وقال أبو شنب لصحيفة "فلسطين": "إن الزيارة تأتي في إطار العلاقات الدولية للحركة، وأن هذا الملف محط اهتمام للقيادة الجديدة بعد إجراء الانتخابات الداخلية.. ويبدو أن القيادة تتجه نحو المزيد من الانفتاح على مصر خلال المرحلة المقبلة وهذه ترجمة عملية لهذا الانفتاح، ولا سيما في ظل المصالح المشتركة".

واستدرك: "الزيارة لها أهمية واضحة في ظل هجوم بعض الأطراف على حركة حماس، ومحاولة استهداف القضية الفلسطينية بكل أبعادها وتوجهاتها"، مشيرا إلى أن حماس تحاول التأقلم مع الظروف المحيطة ما دامت تحافظ على ثوابتها، "فتتحرك من خلال قدرتها على المناورة في ظل ما تتعرض له المنطقة من ضغوط بما ينعكس على القضية الفلسطينية".

ولفت أبو شنب إلى أن هناك العديد من الملفات التي ما زالت عالقة بين الطرفين: الملف الأمني، معبر رفح، ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، مؤكدًا أن كل هذه الملفات مهمة في النقاش خلال هذه المرحلة.

ورأى أن "الأمور المستقبلية لن تصل لمرحلة القطيعة بين مصر وغزة، فهناك توجه من حماس لتحسين العلاقة مع مصر"، متوقعًا أن تشهد العلاقة "بعض التحسن"، باعتبار أن مصر تدير علاقاتها وفق مصالحها، وأن لديها مصالح مشتركة مع حماس مرتبطة بالملف الأمني في سيناء.

مقدمات مصالحة

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، أن زيارة وفد حماس لمصر يشكل مقدمة لدور مصري حاسم وكبير في ملف المصالحة؛ لأنها الدولة الأكثر تأثيرًا في المنطقة وتستطيع أن تنجز المصالحة وتحميها بآليات متفق عليها.

وقال عوكل: "إن معبر رفح جزء من المصالحة"، عادًّا أن إغلاق معبر رفح بهذه الطريقة جزء من المناخ العام الضاغط على حماس، وأن الأمل معقود بما ستنتج عنه الزيارة فيما يتعلق بالمصالحة؛ لأنها مرتبطة بالوضع الإقليمي ومخرجات قمة الرياض الأخيرة.

وأضاف عوكل: إنه "لا بد من حدوث جديد في مخرجات الزيارة عن مثيلاتها السابقة، لحلحلة الأمور العالقة، كي تستطيع حماس من خلالها فكفكة الحملة التي تشن عليها"، مؤكدًا أهمية حدوث المصالحة الفلسطينية بضمانة مصرية، حتى لا يدفع الشعب الفلسطيني ثمن التوجه الإقليمي الجديد.

ولفت إلى أن هناك تيارا واسعا "جارفا" ينشأ في الإقليم ويضع "حماس" بعين العاصفة إضافة لأطراف أخرى.

وكان وفد أمني من حركة حماس، زار مصر لعدة أيام نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وبحث مع مسؤولين مصريين ترتيبات الحدود بين قطاع غزة ومصر وفتح معبر رفح. وعقب الزيارة أعلنت وزارة الداخلية في غزة عن تعزيز إجراءاتها الأمنية على الشريط الحدودي بين القطاع ومصر.

علاقة إجبارية

من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية د. وليد المدلل، أن العلاقة الأمنية بين مصر وحماس لم تنقطع، وأن الزيارة لم تحدث فجأة وإنما جاءت وفق ترتيبات مسبقة.

وقال المدلل: "إن الزيارة بهذا التوقيت الصعب، مفيدة، خاصة إذا ما تم إنجاز بعض الملفات العالقة بين الطرفين فيما يتعلق بأمن سيناء، في ظل تأكيد حماس بأنها حركة وطنية ليس لها ارتباطات أخرى، الأمر الذي يساعد على تهدئة الأمور".

وتدلل الزيارة، وفق الأكاديمي الفلسطيني، على أهمية الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية، وأن مصر ما زالت تنظر لأهمية العلاقة مع حماس لحل الإشكالات القائمة التي دون حماس لا يمكن حلها وستبقى قائمة ويمكن أن تتدهور.

وتوقع المدلل أن يوفر "اللقاء أرضية خصبة للاتفاق ما بين الطرفين، طالما أن كل طرف يعدّ أن التواصل مع الآخر مسارا إجباريا، الأمر الذي سيهيئ الوضع للاتفاق بينهما، بغض النظر على الظرف وتحولات الإقليم والتوجهات السياسية".

اخبار ذات صلة