فلسطين أون لاين

​في الذكرى الـ50 للنكسة .. قرارات عنصرية لنهب ما تبقى من الضفة

...
الاحتلال يواصل نهب الأرض بمستوطناته (أ ف ب)
قلقيلية - مصطفى صبري

تحل الذكرى الخمسون للنكسة وقبلها بأسابيع مرت الذكرى التاسعة والستون للنكبة، وحال الضفة الغربية والقدس تحت قبضة الاستيطان والمستوطنين وعمليات التهويد التي لم تتوقف منذ الساعات الأولى لاكتمال احتلال الأراضي الفلسطينية في حزيران عام 1967.

ويستذكر جاد إسحاق مدير معهد أريج في بيت لحم في الذكرى الخمسين للنكسة أعداد المستوطنين التي "تزداد بصورة مهولة ومرعبة، وستصل حتى نهاية عام 2018 مليون مستوطن".

وينبه إسحاق إلى أن "هذا العدد سيكون كارثة على الفلسطينيين في الضفة الغربية ومدينة القدس، فهذا العدد سيكون على حساب الأرض الفلسطينية، والتجمعات الفلسطينية المحاصرة بالطرق الالتفافية والمستوطنات وأسيجتها الأمنية".

ويضيف اسحاق لصحيفة "فلسطين": "المستوطنون ينهبون الحياة من الفلسطينيين، وكل مستوطنة جديدة ستصادر حصة الفلسطيني في الحياة، كما أن وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية تتجه نحو تطبيق مشاريع استيطانية ضخمة، مثل مشروع شارون عام 1983، المتضمن تقسيم الضفة الغربية إلى معازل شمال ووسط وجنوب".

القدس والتهويد

وعن واقع مدينة القدس في الذكرى الخمسين للنكسة، يقول د.جمال عمرو الخبير في شؤون القدس: "الاحتلال استخدم كل الوسائل لتهويد القدس وخصوصا قلبها النابض (البلدة القديمة)، فهناك سبعة آلاف مستوطن مقابل 33 ألف مقدسي داخل البلدة القديمة، والكنس التلمودية تزيد عن الـ60 كنيسا".

ويضيف عمرو لصحيفة "فلسطين"، أن خطة (القدس الكبرى) ضمن ما يسمى بـ(مخطط 2020) يقضي بتحويل البلدة القديمة إلى مستوطنة كبيرة، وتخفيض أعداد المقدسيين إلى عشرة آلاف مقدسي فقط بدلًا من الـ33 ألف مقدسي".

ويتابع أن الخطة تقضي كذلك بتهويد مقبرة الرحمة وتحويلها إلى حدائق توراتية، والانقضاض على مدينة سلوان حامية المسجد الأقصى الجنوبية لإكمال تهويد محيط المسجد الأقصى.

أما الناشط المقدسي في مواجهة الاستيطان فخري أبو ذياب يتحدث من جهته عن حال سكان القدس بالقول: "المقدسيون في ذكرى النكسة الخمسين يتعرضون لعملية تهجير من نوع آخر، تتضمن انهيارات في منازلهم نتيجة الحفريات أسفل البلدة القديمة".

ويشير لصحيفة "فلسطين" إلى أن هذه الحفريات تتسبب بانهيار أساسات هذه المنازل ثم تأتي بلدية الاحتلال وتزعم أنها غير صالحة للسكن وتجبر الأهالي على تركها لتكون خالية، وبعد فترة يتم مصادرتها لصالح المستوطنين، وهذا حدث في البلدة القديمة في مناطق عدة.

بدوره، ينبه الخبير في مجال الاستيطان بشار قريوتي عن أربعة مخططات استيطانية في الضفة الغربية تقضي على الحياة فيها، الأول في شمال الضفة والثاني في الوسط والثالث في الجنوب والرابع في منطقة غور الأردن، وستكون هذه المشاريع مرتبطة مع بعضها البعض وبالمقابل يتم عزل القرى جميعها والمدن الفلسطينية.

ويقول قريوتي لصحيفة "فلسطين"،: "في ذكرى النكسة لم يعد الفلسطيني يمتلك أرضا، فالاحتلال اعتدى على كل الملكيات مستغلا عدم وجود أوراق ثبوتية في ملكية الأراضي الخاصة لعدم وجود الطابو مع الفلسطينيين، وبالتالي أصبح أكثر من 80% من أراضي الضفة في قبضة الاحتلال والمستوطنين، وسيتم عزل كل التجمعات الفلسطينية في كانتونات لا تتصل مع بعضها البعض".