فلسطين أون لاين

أبرزها انقطاع الكهرباء

تقرير السلطة تدير ظهرها لأزمات "طولكرم" والأهالي يهددون بتحركات احتجاجية

...
طولكرم (أرشيف)
طولكرم-غزة/ نور الدين صالح:

تتعرض مدينة طولكرم، شمال غرب الضفة الغربية، لأزمات متعددة، أبرزها "مشكلة انقطاع الكهرباء" منذ سنوات عدة، نتيجة سياسة الإهمال والتمييز التي تنتهجها السلطة وحكومة محمد اشتية في التعامل معها، ما دفع كوادر في فتح وأعضاء مجلس البلدية لتقديم استقالات جماعية.

وأعلن كوادر بحركة فتح في طولكرم استقالاتهم من مناصبهم في الحركة، وآخرون جمدوا عضوياتهم في الإقليم، احتجاجًا على "الوعود الكاذبة" بحل أزمة الكهرباء المتفاقمة في المدينة؛ في حين أعلن نائب رئيس بلدية المدينة سهيل السلمان استقالته للسبب نفسه.

مشكلات متفاقمة

وذكر الكوادر الذين قدّموا استقالاتهم، ومنهم: مؤيد شعبان، وعبد الناصر أبو الشاكر، وعمر شحرور، ومالك الجلاد، أن انحرافات في الأداء أدت لظهور مشكلات منها أزمة الكهرباء المتفاقمة.

واتهم السلمان خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، السلطة وحكومة اشتية وسلطة الطاقة، بالتقصير في حل أزمة الكهرباء التي تعانيها طولكرم منذ 12 سنة، مشيراً إلى أن استمرار الأزمة أثّر سلبياً في جميع مناحي الحياة في المدينة.

ونفى السلمان وجود أي حلول جذرية لهذه الأزمة الممتدة التي تتفاقم خلال فترة الصيف، وقال إن ما يجري "حلول ترقيعية فقط"، لافتاً إلى أن رئيس وزراء رام الله محمد اشتية وعد بحل المشكلة قبل ثلاث سنوات "لكن لم يتم تنفيذ أي شيء من هذه الوعود".

وبيّن أن مسؤولي طولكرم خاطبوا الحكومة والسلطة مرات عدّة "لكن دون جدوى أو تحريك أي ساكن". وقال: "أصبحنا غير قادرين على الإيفاء بمتطلبات الناس بسبب مماطلة السلطة، الأمر الذي دفعنا لتقديم استقالاتنا".

وأوضح السلمان أن طولكرم تشهد انقطاعاً متكرراً للكهرباء بسبب زيادة الأحمال واستخدامات المواطنين، ما أدى إلى حرق عشرات الأجهزة الكهربائية، وزيادة الأعباء المالية الملقاة على عاتق المواطنين، مشدداً على أنه "سيكون لهم تحركات خلال هذه الأزمات في المرحلة القادمة".

وأشار إلى أن شوارع المدينة تفتقد الكهرباء والإنارة وتبدو كأنها مكان "للأشباح"، مضيفاً: "نحن أمام أزمة حقيقية ولا أحد يتعامل معها بجدية، وإضافة بعض الميجاوات في بعض الأحيان عند اشتدادها لا تكفي".

أزمة كبيرة

وانتقد السلمان دعوة رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم المواطنين لترشيد استهلاك الكهرباء، قائلاً: "هل هذا رد منطقي من مسؤول في ظل أزمة الكهرباء الكبيرة في طولكرم؟".

وبحسب قوله، فإن البلدية باتت عاجزة عن منح تراخيص لأصحاب الورش والمستثمرين، نظراً لأزمة الكهرباء المتفاقمة.

كما انتقد سياسة التمييز التي تمارسها السلطة على طولكرم خلافاً لمدن الضفة الغربية الأخرى، عاداً أنها تندرج في سياق الضغط على المدينة للاستعانة بشركة الشمال للكهرباء في إمدادها بالطاقة الكهربائية.

وعبّر عن أمله أن تتعامل السلطة مع طولكرم أنها إحدى مدن الوطن وليست بمعزل عنها، داعياً إياها للاهتمام بشكل أكبر بقضايا المواطنين، وتنفيذ الوعود التي أطلقتها سابقاً بحل الأزمة.

هذا ما ذهب إليه عضو إقليم حركة فتح في طولكرم مالك الجلاد، إذ أعلن تجميد عضويته في الإقليم، في أعقاب تفاقم الأزمات التي تعانيها المدينة وأبرزها انقطاع الكهرباء.

وأوضح الجلاد خلال حديثه مع "فلسطين"، أن طولكرم هي المدينة الوحيدة في الضفة التي تعاني أزمة التيار الكهرباء منذ أكثر من 12 سنة، علماً أن جوها حار وفيها رطوبة عالية، ما يضاعف استهلاك الكهرباء.

وبيّن أن الحكومة أعطتهم وعوداً بحل الأزمة "لكن ليس هناك أي منها على أرض الواقع" إذ إن المعاناة ما زالت مستمرة بل تزداد يوماً بعد آخر.

ونبّه الجلاد إلى أن المدينة تعاني أيضاً أزمات أخرى، مثل عدم توافر جهاز الرنين المغناطيسي الخاص بتصوير الأشعة، وعدم وجود جهاز لعمليات قسطرة القلب، ما يدفع المواطنين للتوجه إلى نابلس للاستفادة من هذا الأمر.

وأشار إلى أنه تمت مخاطبة الحكومة والسلطة بشأن حل هذه القضايا المهمة للمواطن الكرمي، "لكن دون جدوى، لم يتحرك ساكن"، متهماً إياهم بالتقصير وعدم الاهتمام بالمدينة كبقية مدن الضفة.

وطولكرم هي ثالث أكبر مدينة في الضفة الغربية مساحةً وسكاناً بعد مدينتي الخليل ونابلس؛ إذ تبلغُ مساحةُ أراضي المدينة وحدها أكثر من 32,610 دونمات، كما تعد بلدية طولكرم ثالث أكبر هيئة محلية في الضفة.