فلسطين أون لاين

"حراس الجبل".. بصدورهم العارية وأدواتهم السلمية يواصلون مواجهة غطرسة الاحتلال

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ محمد أبو شحمة:

رغم وحشية الاحتلال الإسرائيلي، يواصل ثوار بلدة بيتا جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة أو ما يطلق عليهم اسم "حراس الجبل"، ثورتهم ضد الاستيطان والتواجد العسكري على جبل صبيح، بعد إخلاء البؤرة الاستيطانية والمستوطنين منه.

ويواجه جيش الاحتلال الشباب الثائرين في بلدة بيتا بإطلاق الرصاص الحي عليهم، إذ استشهد 6 مواطنين وأصيب المئات منهم، في حين يواصل الشبان ابتكار طرق جديدة للمواجهة كان آخرها فعاليات "الإرباك الليلي" المستوحاة من قطاع غزة.

واستشهد أمس الشاب عماد دويكات (38 عامًا) بإصابته بالرصاص الحي في إثر قمع قوات الاحتلال الثائرين في بلدة بيتا.

وأصيب دويكات بالرصاص الحي في صدره خلال المواجهات العنيفة التي شهدها جبل صبيح، ونُقل إلى مستشفى رفيديا في نابلس ووصفت حالته ببالغة الخطر، إلى أن أعلن الأطباء في وقت لاحق استشهاده متأثرًا بإصابته.

وتقع بلدة بيتا البالغ عدد سكانها 17 ألف نسمة، بين مرتفعات جبلية عدة، منها جبل صبيح الذي أقيمت عليه البؤرة الاستيطانية وكانت تسكنها قرابة 50 عائلة من المستوطنين.

الشاب ضياء حامد أحد المشاركين في فعاليات "الإرباك الليلي" في بلدة بيتا، يؤكد أن الشبان سيواصلون فعالياتهم حتى يخلي جيش الاحتلال جبل صبيح، ويزيل "الكرفانات" التي تركها المستوطنون في بؤرة "أفيتار".

وقال حامد في حديثه لصحيفة "فلسطين": إن الثائرين يبذلون جهدًا منظمًا لمواجهة قوات الاحتلال، إذ أن هناك وحدات "الكاوتشوك"، و"الإرباك الليلي"، و"المشاعل"، وكل واحدة منها لها عملها في قض مضاجع المحتلين.

وأضاف أنه رغم قمع الاحتلال واستخدامه الرصاص الحي واستشهاد عدد من الشبان فإن هناك إصرارًا على المواصلة وتعميم فكرة "الإرباك الليلي" في جميع مناطق الضفة الغربية، وتحديدًا في القرى والبلدات التي يستولي عليها المستوطنون.

وأكد الناشط في المقاومة الشعبية في بلدة بيتا أحمد الأشقر، أن مواجهة الاحتلال من خلال الشباب الثائرين في البلدة أصبح نهجًا وعملًا يوميًّا لأهلها، لمواجهة الاستيطان، وعدم السماح باستباحة أراضيها.

ولفت الأشقر لـ"فلسطين" إلى تنوع الأدوات التي يستخدمها الشبان الثائرون ضمن المقاومة الشعبية لمواجهة الاستيطان والمستوطنين والاحتلال، وفي المقابل يطلق الأخير الرصاص ويقتل الشبان ويحتجز جثامينهم.

ولفت إلى أن الشبان يمتلكون شجاعة كبيرة في مواجهة الاحتلال، إذ تمكنوا الأيام الماضية من إحراق منزل متنقل داخل البؤرة الاستيطانية في بيتا، وهو ما يعطي إشارة للاحتلال بضرورة الخروج من المنطقة.

وأكد المواطن محمود الشرفا أن بلدة بيتا ستكون أول خط النار في مواجهة الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية، مضيفًا أن الأدوات التي يواجه الشبان بها قواته سلمية، لكنها مؤثرة "وقد بدأنا قبل أيام بمنع أي سيارة تحمل بضائع إسرائيلية من الوصول إلى حسبة بيتا".

وأشار إلى أنه كما نجح الشبان في إجبار المستوطنين من الخروج من المستوطنة في جبل صبيح، سيعملون على إجبار جيش الاحتلال أيضًا على إخلائها وعودتها إلى الأهالي وأصحابها الأصليين.