فلسطين أون لاين

أظهر هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية

تحليل "انفجار عسقلان".. دقة صواريخ المقاومة ورسائل لقادة الاحتلال

...
غزة/ جمال غيث:

حوَّلت صواريخ المقاومة الفلسطينية مدينة عسقلان المحتلة خلال معركة "سيف القدس" إلى مدينة "أشباح"؛ بفعل دقة صواريخها التي أطلقت ردًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة.

وكشفت مصادر عبرية، أمس، النقاب عن تفاصيل لأول مرة عن انفجار كبير وقع في إحدى المنشآت الحيوية في مدينة عسقلان المحتلة، خلال معركة "سيف القدس".

وأظهر تقرير نشرته القناة العبرية الـ(13) يوضح الانفجار، الذي أصاب إحدى المنشآت الحيوية بمدينة عسقلان نتيجة استهدافها بصواريخ المقاومة.

وبيَّن التقرير ليلة الانفجار ورعب المستوطنين، وخشيتهم من تكرار الحدث، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب بموتهم خلال مواجهات قادمة.

وكانت شركة شيفرون (Chevron) الأمريكية اضطرت إلى إغلاق حقل تمار لاستخراج الغاز الطبيعي قبالة شواطئ غزة، وذلك بعدما أعلنت كتائب القسام استهداف منشأة حيوية في عسقلان بقذائف صاروخية وأخرى بطائرة مسيرة.

بنك أهداف

وأكد اللواء العسكري المتقاعد يوسف الشرقاوي، أن استهداف المقاومة إحدى المنشآت الحيوية في مدينة عسقلان خلال معركة "سيف القدس" يدلل على قوة المقاومة وامتلاكها بنك أهداف أربك حسابات الاحتلال وقادته.

وقال الشرقاوي لصحيفة "فلسطين": إن ما نشرته القناة 13 العبرية، مؤخرًا، يوضح الانفجار الذي وقع في منشأة تخزين وقود في مدينة عسقلان المحتلة، بفعل صواريخ المقاومة، يثبت دقة المقاومة في تحديد أهدافها وحجم الضرر والتخبُّط الذي أصاب الاحتلال خلال معركة "سيف القدس".

وأضاف: قصف عسقلان أظهر مشاهد رعب الاحتلال ودفعه إلى إعلان المنطقة "مدينة أشباح وتقسيمها خشية من وقع كارثة"، واصفًا ما حصل في عسقلان بعمل عسكري دقيق وهادف نفذته المقاومة ردًا على جرائم الاحتلال.

وذكر أن قصف إحدى المنشآت الحيوية في عسقلان، رسالة من المقاومة لقادة الاحتلال بامتلاكها بنك أهداف، وقادرة على إصابته بدقة إذا استمر العدوان على القطاع، وقتل المدنيين وقصف المنازل والأبراج السكنية.

وأكد أن "الثقة بالنفس لدى المقاومة الفلسطينية وصلت إلى درجة دعوة الإعلام لمراقبة إطلاق الصواريخ وفي أوقات محددة، ما يثبت قوتها وتماسكها".

وأشار الشرقاوي إلى أن معركة "سيف القدس" أربكت حسابات الاحتلال وأفشلت مخططاته في ردع المقاومة، مرجعًا ذلك ليقظتها وفرض شروطها على الاحتلال وإعلانها بدء المعركة.

وتابع: معركة "سيف القدس" حققت نجاحًا كبيرًا للمقاومة، وأثبتت أنها غير مردوعة"، لافتًا إلى أن تبعات تلك العملية ما زالت تتكشف يومًا بعد آخر، مدللًا على ذلك من خلال فشل الاحتلال في عمليته بتحقيق أهدافه لردع المقاومة.

تطور المقاومة

وأكد اللواء العسكري المتقاعد واصف عريقات، أن المقاومة الفلسطينية أربكت حسابات الاحتلال خلال معركة "سيف القدس" وعمَّقت أزماته الداخلية التي تتواصل تبعاتها حتى اللحظة.

وقال عريقات لصحيفة "فلسطين": إن نشر الإعلام العبري لأول مرة عن الانفجار الكبير الذي وقع في إحدى المنشآت الحيوية بمدينة عسقلان المحتلة، يدلل قوة ودقة صواريخ المقاومة.

وأوضح أن المقاومة قادرة على انتقاء أهدافها وإصابتها من مسافات مختلفة وبدقة، ما يؤكد تطور المقاومة وتنامي قوتها في مواجهة الاحتلال.

وظهر تطور وقوة المقاومة الفلسطينية، وفق الشرقاوي، في جولات سابقة من المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، كان آخرها بمعركة "سيف القدس" كإظهار قوتها في اتخاذ القرار والبدء في الرد على اعتداءات وجرائم الاحتلال على القدس وحي الشيخ جراح.

وأضاف: "هذا مستوى متقدِّم من أداء المقاومة، وإلى جانب التنسيق والتعاون في غرفة العمليات المشتركة".

ورأى الخبير العسكري أن المقاومة برهنت قدرتها على مواصلة الرد على جرائم الاحتلال من خلال جمع المعلومات الاستخبارية والأمنية وإطلاق صواريخها التي لم تتوقف طوال أيام العدوان.

وأكد أن المقاومة الفلسطينية أعدت بنك أهداف مسبقًا، واختارت توقيت وأماكن القصف ما يدلل على مصداقيتها وقدرتها في تحديد الأماكن رغم سيطرة الاحتلال جوًّا وبرًّا وبحرًا "على عكس الاحتلال الذي فشل في إعداد بنك أهداف فاستهدف الأطفال والنساء المدنيين الآمنين ودمَّر الأبنية على رؤوس ساكنيها".

إدارة المعركة

وأشار عريقات إلى تحكُّم المقاومة في إدارة المعركة، وإعطاء أوامر للجبهة الداخلية الإسرائيلية بمنع التجول لمدة ساعتين في "تل أبيب"، وإطلاق صواريخ بتوقيت وأماكن أعلنتها ما شكَّل رعبًا وإرباكًا للاحتلال وقيادته.

وكان الناطق الرسمي باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، قال في تصريح سابق له: إن المقاومة خاضت معركة "سيف القدس" دفاعًا عن القدس بكل شرف وإرادة واقتدار، نيابة عن أمة بأكملها.

وقال: "لقد تمكنَّا بعون المولى من إذلال العدو وجيشه الذي تبجحت قيادته بقتل الأطفال وتدمير الأبراج السكنية".

 

المصدر / فلسطين أون لاين