مطلوب وساطة عربية عاجلة بين قطر من ناحية والسعودية والإمارات العربية المتحدة من ناحية ثانية. العرب فيما يبدو أشداء فيما بينهم، رحماء مع الآخرين؟! الأزمة بين قطر والسعودية هي من أهم نتائج الضغوط الأميركية التي تولدت مع زيارة الرئيس الأميركي ترامب.
المفترض أن هناك تحالفا بين دول مجلس التعاون الخليجي، وهو التحالف الوحيد الذي صمد تاريخيا من بين التحالفات العربية . مجلس التعاون الخليجي يذهب الآن نحو معاقبة قطر لأسباب تحتاج إلى مراجعة. قطر ليست بعيدة كثيرًا عن المملكة ودول الخليج، ولكن يبدو أن الخلاف الأخير حول إيران وما يجب أن تقوم به كل دولة من دول مجلس التعاون قد بلغت درجة القطيعة.
تقول المصادر الإعلامية: إن السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن قد قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وقررت سحب البعثات الدبلوماسية على وجه السرعة. وأمهلت البعثات الدبلوماسية (٤٨) ساعة لمغادرة أراضيها، مع إعلان إغلاق الحدود البحرية والبرية وإغلاق الأجواء بين هذه الدول وقطر.
ومن المعلوم جغرافيا أن قطر هي شبه جزيرة، وأن منفذها البري هو فقط مع المملكة السعودية، وأن جل واردات قطر تأتي عبر هذا المنفذ البري، وأن إغلاقه يعني فرض حصار عربي على دولة قطر.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول، مجموعة من الإجراءات العقابية منها قوله: إن الرياض "قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية، والبدء بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والصديقة والشركات الدولية لتطبيق ذات الإجراء بأسرع وقت ممكن لكافة وسائل النقل من وإلى دولة قطر".
وأضاف البيان السعودي "إنفاذاً لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية يمنع على المواطنين السعوديين السفر إلى دولة قطر، أو الإقامة فيها، أو المرور عبرها، وعلى المقيمين والزائرين منهم سرعة المغادرة خلال مدة لا تتجاوز 14 يوماً"، كما منعت "دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى المملكة العربية السعودية، وتمهل المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يوماً للمغادرة".
وقد اتخذت الإمارات والبحرين إجراءات مماثلة لما أخذته المملكة السعودية لدرجة أن وزير الحرب الاسرائيلي الأسبق موشي يعلون، قال: إن قطع علاقات بعض الدول العربية بقيادة السعودية لعلاقاتها مع دولة قطر هو "انقلاب عربي جديد".
وقال يعلون في كلمة ألقاه بمؤتمر لمناسبة الذكرى الـ50 لحرب 67: إن "العرب الذين حاربوا إسرائيل آنذاك يركبون معها الآن بنفس القارب وهي الدول السنية عدا قطر"، يقصد أن التحالف القائم الآن هو ضد إيران وأن دولة السعودية هي جزء من هذا التحالف.
إن الوضع الجديد بين قطر من ناحية والمملكة والإمارات من ناحية ثانية يحتاج إلى وساطة عربية أو إسلامية لفكفكة القضايا وإيجاد علاج دبلوماسي لكل قضية، إن المستفيد الوحيد من هذه الأزمة المتفاقمة هي إسرائيل بالدرجة الأولى، لذا تجد ارتياحًا غير مسبوق في كلام يعلون آنف الذكر. والقضية الفلسطينية هي الخاسر الكبير من هذه الأزمات، التي نرجو أن تكون سحابة صيف ليس إلا.