نجح أطباء مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية شمال قطاع غزة، أمس، بتركيب طرف صناعي إلكتروني لجريح مصاب ببتر في يده اليمنى، بدعم وتمويل كامل من صندوق قطر للتنمية وبالتنسيق مع مؤسسة حمد الطبية ووزارة الصحة القطرية.
وبحسب مشرف قسم الأطراف الصناعية في مؤسسة حمد الطبية الدكتور عامر حوافظة، فإن متطلبات تركيب هذا النوع من الأطراف الحديثة تمر بثلاث مراحل، أولها فحص المرضى طبيًّا بجهاز خاص بالأعصاب وتدريبهم على التحكم بها، والثانية ترتبط بالأطباء المختصين على التعامل معها وتدريبهم على آلية عملها، والثالثة تتمثل بتركيب الطرف للمريض.
وبين د. حوافظة في تصريح خاص بـ"فلسطين"، أن الحالات المقرر تركيب أطراف صناعية علوية إلكترونية لها، يصل عددها لـ31 حالة، معظمها ناتجة عن إصابات في القصف الإسرائيلي وانفجارات حدثت بغزة، فيما بينها 3 حالات عبارة عن عيوب خلقية.
وأشار إلى أن صندوق قطر للتنمية خصص الميزانية اللازمة لتأهيل 22 مريضًا بغزة يعانون بترًا تحت الكوع لتركيب أطراف إلكترونية، لكن بعد المجيء لغزة وتقييم حالات المرضى وإجراء الفحوصات اللازمة، ارتفع العدد لـ31.
ومن المقرر أن يعقد الوفد الطبي القطري المقرر أن يغادر قطاع غزة، اليوم الأربعاء، في الأشهر القليلة المقبلة ورشة عمل بغزة، سيجتمع فيها الأشخاص المقرر تركيب أطراف علوية إلكرتونية لهم، وهي الورشة الأكبر لحالات البتر على مستوى الشرق الأوسط، وفقًا للدكتور حوافظة.
وهذا النوع من الأطراف يعد حديثًا جدًّا، من صنع ألمانيا، وذات تكلفة عالية جدًّا وفرها صندوق قطر للتنمية، كما علمت "فلسطين".
وذكر حوافظة أن الوفد الطبي القطري اهتم جيدًا بتدريب الأخصائيين بغزة على العلاج الطبيعي والوظيفي لحالات البتر، وتمكينهم على تركيب الأطراف الإلكترونية.
وأشار إلى أن الجهات المعنية طلبت المواد الأولية لهذه الأطراف، لكنها لم تحدد موعد وصولها لغزة لارتباط ذلك بمدة الشحن من ألمانيا، وسماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمرورها للقطاع.
وأكد أن مستشفى حمد يهتم بتقديم أفضل خدمة طبية مميزة لمرضى القطاع وفق تعليمات الأمير تميم بن حمد ووالده أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، مضيفًا: "نحن نسير في هذا الاتجاه، والنتائج ترى بالعين من خلال هذا الصرح".
وحول مواصفات الأطراف الإلكترونية، نبَّه إلى أنها تتميز بطريقة حركتها وعملها، وقدرة المريض على التحكم بها من خلال الأعصاب بطريقة مغايرة للأطراف القديمة التي كانت عبارة عن شكل تجميلي لا يوجد فيها أي نوع من الحركة.
وبين د. حوافظة أن الأطراف الإلكترونية قادرة على منح المرضى قدرة أكبر في التحكم، والمساعدة في الحياة اليومية، ورفع الأشياء ونقلها، وفي المأكل والمشرب أيضًا، لكنهم بحاجة إلى عمليات تأهيل بعد تركيبها.
أول تجربة
وقال الدكتور إبراهيم يحيى، صاحب أول تجربة يد إلكترونية بغزة، والذي أصيب بانفجار بغزة قبل 20 عامًا من الآن، إنه اعتمد خلال السنوات الماضية على طرف ميكانيكي يلزمه أحزمة ترتبط بالجسد، وكان ذلك متعبًا جدًّا، وسبب له بمشاكل عديدة.
وبيَّن يحيى لـ"فلسطين"، أنه لم يكن قادر على حمل أي وزن يزيد على 3 كيلوجرامات بواسطة الطرف الصناعي في اليد اليمنى، وإلا قد ينفك هذا الطرف، لذلك كان اعتماده أكبر على اليد اليسرى.
لكنه أشار إلى أن الطرف الإلكتروني سيمحنه قدرة أكبر على الاستفادة من يده المبتورة، مشيرًا إلى أن التحكم به يتم عبر الدماغ.
ووجه شكره إلى دولة قطر، وصندوق قطر للتنمية، ومؤسسة حمد الطبية، على ما قدموه من خدمات طبية لحالات بحاجة ماسة إلى أجهزة وعلاجات وعمليات جراحية.