فلسطين أون لاين

"منة الله البطة" تحدت آلة الحرب الإسرائيلية ونالت "الأولى"

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

تسارعت دقات قلب الطالبة منة الله البطة مع قرب وصول عقارب الساعة إلى الساعة العاشرة من صباح أمس، مع بدء الإعلان عن نتائج الثانوية العامة، حتى حصلت على نتيجة لم تكُن تتوقعها وهي الأولى مكرر بنسبة 99.7 على الفرع الأدبي.

وتقول البطة الطالبة في مدرسة أحمد شوقي الثانوية للبنات بمدينة غزة لصحيفة "فلسطين": كنت أنتظر على أحر من الجمر إعلان نتائج الثانوية العامة وأعرف معدلي فما إن وصلت رسالة لهاتف أمي حتى عمت الفرحة كل أرجاء المنزل".

أيام العدوان

وتضيف البطة: "لم أكن أتوقع أن أحصل على معدل عالٍ بهذا لشكل، فالعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، جعلني أعيد حساباتي وبدأت فكرة الحصول على العشر الأوائل تتلاشى من أمامي".

وتوقفت البطة، وفق قولها، عن الدراسة لمدة أحد عشر يومًا، في العدوان الأخير على القطاع، بسبب صوت القصف والانفجارات التي عمت أرجاء غزة، فبدأت تشعر بالخوف الشديد بأنها لن تتمكن من إسعاد والديها بالحصول على مرتبة الأولى.

ولفتت إلى أنها تجاوزت كل الصعوبات كقطع التيار الكهربائي وأزمة كورونا والعدوان الأخير على غزة، لكنها تؤكد أن بالإرادة يمكن أن تتجاوز كل الصعاب.

أيام أمضتها، البطة، في خوف وقلق، جعلها بعد العدوان تستعيد ثقتها وهمتها مجددًا لتحقق حلمها بأن تكون من العشرة الأوائل على مستوى الوطن، وتم ذلك بالفعل.

وتكمل البطة، التي توشحت بالكوفية الفلسطينية: "بعد انتهاء العدوان وضعت من جديد نصب عيني الحصول على معدل الأولى على مستوى قطاع غزة".

سر النجاح

ولم تحسم بعد الطالبة "منة الله" خياراتها في الدراسة الجامعية لكن عيونها ترنو نحو دراسة القانون في محاولة منها للدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في كل المحافل الدولية وإظهار مظلومية شعبنا عالميًا، أو دراسة الصحافة والإعلام لنشر وتوثيق الجرائم التي يتعرض لها شعبنا على يد الاحتلال الإسرائيلي.

وتشير إلى أن سر نجاحها هو متابعتها لدروسها أولًا بأول، وتوفير كل أجواء الراحة والدراسة من قبل والديها، ما جعلها تحقق حلمها بأن تكون من أوائل الوطن.

وبالقرب من "منة الله" يجلس والدها مشعل البطة، التي ارتسمت على وجهه علامات الفرح بعد إعلان نتائج الثانوية العامة، قائلًا: "إن حصول ابنتي على هذا المعدل يثلج قلبي"، متمنيًا النجاح لجميع الطلبة.

ويرى البطة، أنه وفر كل الأجواء وسبل الراحة لابنته، والتي تضمن نجاحها الأمر الذي كان له الأثر الطيب في حصولها على معدل الأولى مكرر على الفرع الأدبي.

ويؤكد أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وجائحة كورونا والتوقف عن التعليم الوجاهي أثر في نفسيات الطلبة.