فلسطين أون لاين

نجا من حبل المشنقة ولينقذ الاتحاد السوفيتي.. من هو؟

...
إيفان ستيبانوفيتش كونيف (أرشيف)

في خضم الحرب العالمية الثانية، أطلق الألمان يوم 22 يونيو 1941 العنان لعملية بربروسا (Barbarossa) واضعين بذلك حدا لمعاهدة مولوتوف ريبنتروب (Molotov–Ribbentrop) الموقعة مع الجانب السوفييتي منذ شهر أغسطس 1939.

ومع بداية عملية بربروسا، تدخل ملايين الجنود الألمان بالأراضي السوفييتية بشكل مفاجئ واتجهوا للزحف نحو ثلاثة أهداف أساسية تمثلت في موسكو بسبب مكانتها السياسية والدبلوماسية كعاصمة للبلاد ولينينغراد التي اعتبرت رمزا للشيوعية والاتحاد السوفييتي وستالينغراد المصنفة كنقطة عبور أساسية نحو آبار النفط بالشرق السوفيتي.

وعلى الرغم من مرورهم بكوارث عسكرية عديدة في البداية، تمكّن السوفيت من قلب موازين الحرب لصالحهم ونجحوا في دحر الألمان قبل أن يتمكنوا في النهاية من دخول العاصمة برلين.

وقد تحقق هذا النصر السوفيتي بفضل دهاء عدد من القادة العسكريين بالجيش الأحمر، فإضافة لغيورغي جوكوف (Georgy Zhukov)، برز أيضا اسم المارشال إيفان ستيبانوفيتش كونيف (Ivan Stepanovich Konev) الذي قاد الجيش الأحمر نحو برلين وكاد أن يساق لحبل المشنقة مع بداية عملية بربروسا.

وقد انطلقت المسيرة العسكرية لكونيف، المولود يوم 28 ديسمبر 1897 بمقاطعة فولوغدا (Vologda)، خلال الحرب العالمية الأولى حيث التحق الأخير بإحدى فرق المدفعية.

وأثناء الحرب الأهلية الروسية التي تلت الثورة البلشفية، قاتل كونيف في صفوف الجيش الأحمر ضد جيوش ألكسندر كولشاك (Alexander Kolchak) بسيبيريا كما حمل أيضا السلاح ضد الجيش الياباني الذي حاول التدخل بأقصى شرق الاتحاد السوفييتي.

ومع نهاية الحرب الأهلية الروسية، فضّل كونيف البقاء بالجيش الأحمر وحصل خلال السنوات التالية على ترقيات عديدة بلغ بفضلها رتبة جنرال.

ومع بداية عملية بربروسا، نال كونيف شرف قيادة الجيش التاسع عشر، ويوم 11 سبتمبر 1941، عيّن الأخير قائدا على الجبهة الغربية أين مرّ بفترة صعبة كاد أن يفقد حياته خلالها. فخلال شهر أكتوبر من نفس العام، تلقت قوات كونيف هزيمة قاسية على يد الألمان قرب فيازما (Vyazma) وتكبّدت خسائر جسيمة حيث قتل وأصيب اثناء المعارك نحو 300 ألف جندي سوفيتي ووقع ما يزيد عن 500 ألف آخرين أسرى.

وبسبب هذه الهزيمة، مثل إيفان ستيبانوفيتش كونيف أمام المحكمة وكاد أن يحصل على حكم بالإعدام لولا تدخل المارشال جوكوف الذي أثنى على خصاله وطالب بعودته للجبهة.

وخلال السنوات التالية، قلب كونيف فشله مع بداية عملية بربروسا لنجاح. فمع تعيينه قائدا على جبهة كالينين (Kalinin)، قاد كونيف هجوما واسعا على الجيش الألماني يوم 5 ديسمبر 1941 وأجبر الألمان على التراجع لأكثر من 150 كلم عن العاصمة موسكو التي كانت محاصرة من قبل القوات الألمانية. وأثناء معركة كورسك (Kursk) صيف عام 1943، قاد كونيف العديد من الهجمات الناجحة كسب على إثرها شهرة تضاهي شهرة المارشال جوكوف بالجيش الأحمر كما تمكن خلال الفترة نفسها من دحر الألمان مجبرا إياهم على التراجع نحو حدودهم والتخلي عن مناطق صناعية هامة كبلغورود (Belgorod) وخاركوف (Kharkov).

وعقب نجاحاته بمعركة كورسان شيركاسي (Korsun–Cherkasy) ما بين شهري يناير وفبراير 1944، عبر كونيف بقواته نحو رومانيا ليكون بذلك أول جنرال يقود الجيش الأحمر خارج الحدود السوفيتية. وبفضل كل هذه النجاحات العسكرية، نال هذا العسكري المخضرم ترقية أخرى جعلت منه مارشالا بالجيش السوفيتي.

على الرغم من عدم حصوله على شرف قيادة الجيش الأحمر بمعركة برلين، قاد كونيف آخر هجوم واسع للجيش الأحمر على الساحة الأوروبية بالحرب العالمية الثانية حيث تولى الأخير مهمة قيادة الجيش بهجوم براغ خلال شهر مايو 1945 ونجح في أسر أكثر من 800 ألف جندي ألماني وتحرير تشيكوسلوفاكيا.

المصدر / العربية نت