فلسطين أون لاين

ماذا بعد نار ميركير ستريت؟!

 

سفينة (ميركير ستريت) ناقلة نفط (إسرائيلية) تعرضت لهجوم من قبل طائرة مسيرة كما تشير المصادر الأولية المهتمة بالحدث. الحدث وقع في الخليج العربي في بحر عمان، وقتل فيها اثنان أحدهما بريطاني والآخر روماني.

الحدث الساخن هذا فجر مقالات التحليل والمتابعة السياسية والإستراتيجية، وجلها يتجه نحو التحذير من ذهاب المنطقة لحرب شبه ساخنة. أو حرب ناقلات وسفن وطائرات مسيرة.

في مقال نقد ذاتي لكاتب صهيوني لام فيه دولته لأنها هي التي بدأت المعركة البحرية غير المعلنة مع إيران، وهي حرب دولته فيها هي الأضعف، وقال إن ٩٠٪‏ من تجارة (إسرائيل) الخارجية هي عبر البحار، والتصرف الإيراني كان ذكيا، ومؤثرا.

دولة الاحتلال ضربت مسبقا سفنا إيرانية في ضربات موجعة، واخترقت المفاعل النووي الإيراني، وسرقت مخططات وخرائط بالتعاون مع عملائها في إيران، وتمكنت من اغتيال زادة العالم المسئول عن الملف النووي الإيراني؟!

إيران فيما يبدو قد قررت التعامل مع هجمات (إسرائيل) على سفنها بالمثل، ويعد الخليج العربي هو المكان الأنسب لعمليات الانتقام الإيرانية، مع وجود فرص أخرى لإيران في مناطق أخرى. هذا الملف، أعني ملف الهجمات المتبادل بين الطرفين، لا ينفصل عن الملف النووي وتداعياته، وما يجري في المباحثات الإيرانية الأمريكية التي لا تخفى تفاصيله عن المخابرات الإسرائيلية.

ثمة هدف إستراتيجي لدى دولة الاحتلال هو منع إيران من الوصول للقنبلة النووية بكل الوسائل، حتى ولو بإشعال حرب سفن وناقلات في البحار، على أمل أن تؤثر هذه الحرب في إيران، وتمنح (إسرائيل) فرصة استخدام الطيران الحربي في قصف مواقع محددة داخل إيران.

المعركة الدائرة ربما كانت محكومة بالعقل، وبالفعل ورد الفعل بشكل موزون بين الطرفين، ولكن هذا لا يمنع فرص تدهور الأمور واتساع نقاط الحرب، بحيث يصبح الخليج العربي ممول العالم بالبترول مركزا لنار مشتعلة تشارك فيها أطراف دولية متحالفة مع (إسرائيل). لا يوجد وصفة سحرية لمنع اشتعال النار، وعلى دول الخليج العربي والمملكة البحث عن مصالح بلادهم ومواطنيهم فقد يكونون ضمن دائرة الاستهداف في هذه النار المشتعلة والتي ما تزال في بداياتها.

المصدر / فلسطين أون لاين