اقتحم مئات المستوطنين، اليوم الخميس، المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد رئيس بلدية سبسطية محمد عازم أن مئات المستوطنين بقيادة عدد من مسؤولي المستوطنات اقتحموا الموقع الأثري وسط إجراءات عسكرية مشددة من قبل قوات الاحتلال، وإغلاق الموقع والطرق المؤدية إليه أمام المواطنين.
ولفت عازم إلى أن قوات الاحتلال انتشرت منذ ساعات الصباح على الطرقات وأسطح المنازل، وفرضت حظرا للتجوال في المنطقة الأثرية.
وأشار عازم إلى أن هذا الاقتحام يأتي وفق برنامج ثابت أعلنه ما يسمى بمجلس المستوطنات في وقت سابق لاقتحام الموقع خلال الفترة القادمة.
وتتعرض بلدة سبسطية لاقتحامات متكررة من قبل قوات الاحتلال، والإغلاق المتكرر للموقع الأثري، لتأمين دخول سياح يهود الذين يأدون طقوسا دينية، بدعوى أنها أراض "إسرائيلية".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أوقفت، أمس الثلاثاء، أعمال تأهيل مدخل بلدة سبسطية شمال نابلس، واحتجزت المقاول والعمال والجرافة ومعدات التأهيل في المكان.
ويهدد الاحتلال بإزالة سارية العلم الفلسطيني التي يصل ارتفاعها 17 مترا والمنصوبة في "ساحة البيادر" بالبلدة وهي منطقة مصنفة "ب".
وكانت ما تسمى "الإدارة المدنية" التابعة لدولة الاحتلال طالبت سابقا بلدية سبسطية بإزالة السارية والعلم الفلسطيني من ساحة البيدر، وأكدت البلدية في حينه: "لن نزيل العلم وسيبقى خفاقاً، ولن نرضخ للاحتلال وضغوطاته".
وتتعرض المواقع الأثرية في الضفة منذ نهاية الثمانينيات لمحاولات الاحتلال وضعها تحت إدارته، وتم فعلا تحويل سبسطية لتكون ضمن ما تسمى بالحدائق العامة الإسرائيلية.
وفيما بعد تم اعتبار سبسطية جزءا من مستوطنة "شافيه شمرون" القريبة، حتى بات المستوطنون يحملون لوحات ارشادية كتب عليها، "الحديقة العامة سبسطية".
ويشكل تقسيم البلدة إلى مناطق مصنفة "ج" و"ب"، حسب اتفاق أوسلو، عقبة هامة في تطوير الموقع الأثري، حيث تمنع سلطات الاحتلال الفلسطينيين من العمل والترميم والتنقيب في المناطق المصنفة "ج" وتسعى للسيطرة عليها.