فلسطين أون لاين

يزورونها منذ 11 سنة في العيدين.. وفاءُ أصدقاء الأسير إسلام عيسى لأمه

...
غزة/ صفاء عاشور:

كان السند من بعد الله لعائلته. شاب في مقتبل العمر يعيش في قرية كفر قاسم في الأراضي المحتلة سنة 1948، لديه من الأحلام ما جعله يقبل أن يعمل سائقا ليوفر المال ليعتاش هو وعائلته، فهو الابن الأكبر والمعيل الوحيد للعائلة، كان له في قلوب من حوله حب كبير.

الأسير في سجون الاحتلال إسلام عيسى ملامح الحب له لا تزال واضحة عند كل من عرفه، والدته، وإخوته وأصدقاؤه، أولئك الذين وصل بهم الوفاء إلى زيارة والدته في كل عيد يمر عليهم على مدار 11 سنة.

صديق طفولته وابن قريته محمد، وهو اسم مستعار للشاب الذي طلب عدم كشف هويته، حرصا على سلامته من مضايقات الاحتلال الإسرائيلي، يعد زيارة والدة صديقه إسلام في العيدين "فرضا عليه وعلى بقية الأصدقاء يجب تأديته كل عام".

في حديث مع صحيفة فلسطين يقول: اتخذت أنا وبقية أصدقاء إسلام عهداً على أنفسنا ألا يبدأ العيد عندنا إلا من بيت والدة صديقنا، لذلك فإننا بعد صلاة العيد نتوجه جماعة إلى بيته ونهنئ والدته وأسرته ونقف بجانبهم في هذا اليوم".

ويضيف: غياب إسلام ترك وجعا في قلوب الجميع وبخاصة والدته التي نعدها أما لنا جميعاً، ومن واجبنا أن نكون بجانبها وألا نتخلى عنها في مثل هذه الأيام المباركة.

وقوف أصدقاء إسلام بجانب عائلته جاء منذ أسر الاحتلال الإسرائيلي له سنة 2010 حين كان يبلغ 21 عاما، بزعم تنفيذ عملية دهس في (تل أبيب) أدت لمقتل مستوطن وإصابة آخرين، وبعد سنوات صدر بحقه حكم يقضي بالسجن المؤبد، إضافة إلى 40 عاما أخرى.

عطاف عيسى والدة الأسير إسلام، توضح أنه منذ أسر ابنها كانت لأصدقائه مواقف ووقفات عز لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، ففي كل مكان تقابل أحدهم تجده يساعدها ويقف إلى جانبها ويلبي أي طلب تطلبه.

تقول لصحيفة فلسطين: "أصدقاء إسلام يحرصون على زيارتي في كل وقت ولكن أجمل تلك الزيارات هي التي يقومون بها في أيام العيد، سواء الفطر أو الأضحى، إذ إنهم يتجهون لمنزلي بعد الانتهاء من صلاة العيد مباشرة".

"منذ 11 سنة وأنا أفتح باب منزلي منذ الصباح الباكر في كل عيد لأستقبل أصدقاء إسلام الذين يأتون لمنزلي بعد أدائهم صلاة العيد لتهنئتي والجلوس معي، يريدون تعويضي عن غيابه، وأنا أرى فيهم أبنائي الذين لم أنجبهم"، تتابع حديثها.

وتشير إلى أنها تستعد كل عام لاستقبالهم، وترفض أن يخرجوا من عندها دون أن يفطروا كعادتهم السابقة مع إسلام في كل عيد، ووفاء لها يبقون ويصرون أن تكون أولى زياراتهم بعد صلاة العيد لمنزلها قبل أي بيت آخر.

وترجو والدة الأسير إسلام أن يوضع اسم ابنها ضمن الأسماء المطالب بالإفراج عنها ضمن أي صفقة قادمة لتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدةً أن الأمل الوحيد لخروج ابنها من سجون الاحتلال هو عبر "صفقة مشرفة تبرمها المقاومة الفلسطينية".